الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تستغل دائما عملية السلام مع طالبان!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تستغل دائما عملية السلام مع طالبان!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 3 أيلول/سبتمبر، أعلنت كل من الحكومة الأفغانية وطالبان الانتهاء من عملية تبادل الأسرى. فقط سبعة سجناء من طالبان متهمون بقتل مواطنين أستراليين وفرنسيين سيتم الاحتفاظ بهم لدى الحكومة ومن المقرر أن يظلوا تحت المراقبة في قطر. وبحسب بعض أعضاء الوفد الأفغاني، فقد تم تنسيق خط سيرهم لبدء المحادثات الأفغانية في قطر يوم السبت 5 أيلول/سبتمبر (وسائل الإعلام الأفغانية)

التعليق:

 

 

للأسف، ارتبط سيناريو الحرب والسلام في أفغانستان ارتباطاً وثيقاً بالانتخابات الأمريكية المقبلة بسبب غياب الخلافة والحكام المسلمين المخلصين بين الأمة. منذ بداية العملية، استخدمت إدارة ترامب المحادثات مع طالبان كأداة ضد خصومها السياسيين في كل من الولايات المتحدة وحول العالم.

 

من خلال إبرام اتفاقية سلام مع طالبان، كانت الولايات المتحدة قادرة على حماية كافة قواتها المحتلة من هجمات المجاهدين الأفغان في جميع أنحاء أفغانستان. ومع ذلك، استمرت الحرب بين الحكومة وطالبان بكثافة وإرهاب غير مسبوقين ضحاياها الأساسيون هم الأفغان الذين يعانون أكثر من غيرهم من هذا الاضطراب. هذا الوضع، بدوره، سيقلل بشكل تدريجي وغير مفاجئ من شعبية طالبان بين الناس.

 

نتيجة لاتفاقية السلام مع طالبان، خفضت الولايات المتحدة عدد قواتها في أفغانستان من 13800 إلى 8400، ومن المتوقع أيضاً خفضه إلى 4000 قبل الانتخابات. في الواقع، تمت ترجمة تخفيض القوات على أنه نجاح كبير لإدارة ترامب أثناء الحملات الانتخابية وغيرها من المحافل من أجل جذب الرأي العام الأمريكي.

 

إن الولايات المتحدة، العدو الذي شن حرباً شرسة ضد طالبان لما يقرب من عشرين عاماً - والتي استنفدت صبر الولايات المتحدة بشكل أساسي - حولتهم الآن إلى حليف لها، حتى إنهم تعهدوا بعدم السماح لأي شخص باستخدام الأراضي الأفغانية كتهديد للولايات المتحدة وحلفائها. هذا، في الواقع، إنجاز كبير للولايات المتحدة لأنها لم تكن قادرة على تحقيقه تقريباً خلال عشرين عاماً من الحرب، لكن إدارة ترامب استطاعت تحقيقه بسهولة خلال 18 شهراً من الحوار السياسي.

 

لذلك، ضمنت الولايات المتحدة جميع أهدافها السياسية التي أرادت استخدامها من أجل جذب الرأي العام الأمريكي والدولي، بينما سيتم تحقيق الأهداف الأخرى التي تسعى إلى تحقيقها داخل أفغانستان والمنطقة خلال المفاوضات بين الأفغان من خلال مختلف الفصائل العميلة.. كما خططت لوضع عبء التداعيات المؤسفة للحرب الأهلية الحالية والمقبلة على عاتق الأفغان بعد توقيع اتفاق السلام مع طالبان.

 

لكن ليس من الواضح على الإطلاق متى وكيف ستتم تسوية المحادثات الأفغانية. في الحقيقة، يعتمد السلام في أفغانستان على استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة وليس على نتائج المحادثات بين الأفغان. كما تحاول الولايات المتحدة انتقاد الصين وروسيا في آسيا الوسطى، وباكستان وحتى في تركستان الشرقية من خلال إقناع حكام آسيا الوسطى وباكستان بتنفيذ صفقة تصدير الطاقة إلى الهند عبر أفغانستان وباكستان؛ لذلك، ومن الآن، هناك عشرات الشركات الأمريكية العملاقة على وشك الانتقال من الصين إلى الهند. لكن مواقف الصين وروسيا وآسيا الوسطى وباكستان ضد استراتيجية الولايات المتحدة الإقليمية ستحدد آفاق الحرب والسلام في أفغانستان.

 

من ناحية أخرى، لا يزال المجاهدون، المسجونون بتهمة قتل جنود الاحتلال الأسترالي والفرنسي، رهن الاعتقال تحت المراقبة الشديدة، وهذا يظهر مدى الإذلال الشديد للحكام الدُمى والفصائل الأخرى. لأن هؤلاء هم الأشخاص الذين كان يجب إطلاق سراحهم من خلال حفل خاص واستقبالهم بحرارة كأبطال حقيقيين للجهاد الأفغاني. بينما تتم مراقبتهم في مكان ثالث (قطر) بتعليمات من سادتهم الأستراليين والفرنسيين.

 

وبالتالي، إذا مررنا بتاريخ الولايات المتحدة، فسنكتشف أنها انتهكت تقريباً جميع الاتفاقيات مع دول أخرى في العالم وأنها قد استغلت الاتفاقية مع طالبان، وستواصل القيام بذلك سعياً وراء مصالحها في المستقبل أيضاً.

 

في الواقع، معظم الفصائل الأفغانية ذاقت طعم الصداقة مع الولايات المتحدة وحلفائها، وتطبيق نظام الديمقراطية الكافرة على مدى السنوات الـ19 الماضية. لذلك، يجب أن يتعلموا من أخطائهم السابقة وألا يكرروها مرة أخرى لأن الولايات المتحدة لم تكن أبداً مخلصة لأي فصيل أفغاني - سواء أكان إسلامياً أو حداثيا أو علمانياً. فهي لم تستخدمهم بدورها لسيناريوهات معينة في الوقت المناسب فحسب، بل أذلتهم أيضاً بعد انتهاء مهمتهم. إن الفصائل التي تحرص على تجربة الصداقة الأمريكية ستتحمل المصير ذاته في المستقبل القريب.

 

وبالتالي، فإن أقوى مصدر يمكن للأفغان من خلاله أن يقرروا مصيرهم هو تعاليم الإسلام. فهم ملزمون بالتمسك بحبله للقضاء على الاحتلال والاستعمار من أي نوع: فكري، استخباراتي، سياسي، اقتصادي، ثقافي وعسكري. يجب أن يرفضوا بالإجماع جميع القيم الغربية الكافرة التي تم الترويج لها في أفغانستان على مدى السنوات الـ19 الماضية من جانب الولايات المتحدة وحلفائها وحكامها الدمى. وكذلك بالعودة إلى الله تعالى وعقيدة الإسلام، يجب أن يتحدوا لإقامة نظام إسلامي خالص.

 

يجب عليهم الإصرار على تجنب قبول تشكيل نظام جديد بعد زواج الإمارة من الجمهورية، يتكون من جلد الإسلام ولحم الجمهورية في أعقاب المفاوضات بين الأفغان، قبول الأمور من خلال تلميحات من الولايات المتحدة والحكام الدُمى في المنطقة، الذي من شأنه أن يفضي إلى العذاب الشديد من الله تعالى على أنفسهم وعلى شعوبهم. ونتيجة لذلك، لن يقف الناس إلى جانبنا في هذا العالم ولن يكون لدينا أعذار أخرى أمام الله تعالى في الآخرة، وسيحل علينا الذل الشديد من جيل إلى جيل كحال المسلمين في البلاد الإسلامية الأخرى؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في سورة طه: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

آخر تعديل علىالأربعاء, 09 أيلول/سبتمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع