الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مفتي روسيا يُهنئ لوكاشينكو بفوزه في الانتخابات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مفتي روسيا يُهنئ لوكاشينكو بفوزه في الانتخابات
(مترجم)


الخبر:


في الرابع عشر من آب/أغسطس 2020، نُشر على موقع المجلس الإسلامي الروسي "نداء المفتي جين الدين إلى شعب بيلاروسيا"، حيث صرّح المفتي بأنه "مع احترامه الشديد" ويقصد ألكساندر لوكاشينكو، حيث أعرب عن تقديم "أحرّ التهاني" له، بسبب "فوزه في الانتخابات" وتمنى للوكاشينكو "مواصلة خدمة زعيم الدولة". وخاطب المفتي شعب بيلاروسيا ووصفهم "بالإخوة" وقال إنه يدعوهم ويحثهم على الانصياع والخضوع للوكاشينكو.


وقال المفتي رافيل جين الدين: "لدي احترام وتقدير كبير لألكسندر غريغوريفيتش لوكاشينكو، الذي تشرفت بلقائه، لرغبته الجدية في بناء دولة، أولاً وقبل كل شيء، اجتماعية ومسؤولة عن الرفاه الاقتصادي لشعبه، من أجل إيجاد مواقف عادلة ومحترمة لتطلعات المؤمنين من مختلف التقاليد الدينية، لمرونتهم المذهلة وتفانيهم في خدمتهم. وبعد نشر نتائج الانتخابات الرئاسية في التاسع من آب/أغسطس من قبل اللجنة المركزية للانتخابات في جمهورية بيلاروسيا، أعرب عن أحرّ التهاني وأتمنى أن تستمر بخدمة رئيس الدولة بكرامة".


التعليق:


تجدر الإشارة إلى أنه فور نشر نص النداء على مواقع التواصل، بدأت عاصفة من التعليقات الساخطة من المسلمين. حاول بعضهم التبرير لجين الدين، مشيرين إلى أن "المفتي أُجبر على دعم الديكتاتور لوكاشينكو" من "الخدمات الخاصة"، و"لم يستطع الرفض"، "لأنه كان يخشى على منصبه وعائلته". لكن بالنسبة للعديد من المراقبين الذين يعرفون مهنة جين الدين، فمن الواضح أنه لم يسأله أحد عنها. في الواقع، كان سبب هذا الفعل هو رغبته فقط في إرضاء السلطات الروسية من خلال إظهار ولائه المفرط مقارنةً بالمفتين الروس الآخرين. أذكر أن الكرملين في وقت سابق هنأ لوكاشينكو أيضاً على فوزه في الانتخابات، لذا يبدو موقف المفتي جين الدين في انسجام مع موسكو الرسمية.


فوجئ المسلمون بقلق المفتي غير المتوقع على ما يسمى بـ"شعب بيلاروسيا الشقيق" (وهو في الحقيقة ليس أخاً للمسلمين)، بينما لا يبدي أي قلق مطلقاً بشأن الجرائم المستمرة ضد المسلمين؛ شعوب القرم والقوقاز ومنطقة الفولغا والأورال التي تستعمرها روسيا، أو الحرب على مسلمي سوريا وأفغانستان وغيرها من البلاد الإسلامية التي تخضع لتدخل واستعمار الدول الخائنة.


كما تذكر الناس للمفتي جين الدين دعمه للسلطات الصينية في "معارضتها للتطرف" فيما يتعلق بسياستها القمعية تجاه مسلمي الإيغور. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2018، لم يرَ جين الدين اضطهاد المسلمين في تركستان الشرقية المحتلة، معتبراً أن المعلومات المتعلقة بقمع الإيغور خاطئة. ثم قال في مقابلة مع الصحفيين إن الرابطة الإسلامية في الصين لا تتعرض للتمييز من السلطات الصينية. ويُذكر أن هذا المفتي دعم أيضاً العملية العسكرية لقوات الطيران الروسية في سوريا، واصفاً إياها بـ"مكافحة الإرهاب".


وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن أكثر الأمور المخيبة للآمال هي التناقض بين رد فعل المفتي الروسي ورد فعل مشاهير الكفار الروس والغربيين مثلاً، وعلى سبيل المثال، إيلون موسك وجاريد ليتو، اللذان وقفا ضد استبداد لوكاشينكو والوحشية واعتداء أجهزته الأمنية على المتظاهرين. وصدق رسول الله ﷺ حينما وصف هذا الزمان الذي نعيشه الآن: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» رواه الحاكم.


ومع ذلك، فإن الحقيقة المطمئنة في هذا الموقف هي أن خدام المستعمر الروسي مثل المفتي رافيل جين الدين، يكشفون للمسلمين مرةً أخرى عن وجههم الحقيقي وعن المتعاونين والخونة، مما يسبب لهم المزيد من الاشمئزاز من جانب روسيا وأولئك الذين يخدمونها.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور

 

آخر تعديل علىالخميس, 10 أيلول/سبتمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع