الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تمدّ يد العون لتونس لحماية حدودها فتدعم الجيش عتادا وتدريبا!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أمريكا تمدّ يد العون لتونس لحماية حدودها
فتدعم الجيش عتادا وتدريبا!

 


الخبر:


وقّع وزير الدّفاع الأمريكيّ مارك إسبر، أمس الأربعاء في تونس، في أوّل زيارة له إلى أفريقيا منذ تولّيه منصبه، اتّفاقا للتّعاون العسكريّ لمدّة 10 سنوات، مؤكّدا على أهمّيّة التّقارب مع تونس كشريك من أجل مواجهة تأزّم الوضع في ليبيا.


وتطوّر دور الولايات المتّحدة في دعم الجيش التّونسي في السّنوات الأخيرة خاصّة من خلال التّدريبات والعتاد لمكافحة وحماية حدودها مع الجارة ليبيا، حيث الوضع الأمنيّ يزداد تأزّما مع تواتر التّدخّلات الأجنبيّة.


وقال الوزير الأمريكيّ: "نحن مسرورون لتعميق التّعاون من أجل مساعدة تونس على حماية موانئها وحدودها". (الجزيرة نت، 2020/10/01).

 

التّعليق:


حسب دراسة نشرها "مركز كارنيغي للشّرق الأوسط" في 29 نيسان/أبريل 2020 والتي تحمل عنوان "تطوّر الجيش التّونسيّ ودور مساعدة قطاع الأمن الخارجي"، فإنّ الولايات المتّحدة تزوّد تونس بتمويل دوليّ للتّعليم والتّدريب العسكريّ بقيمة تزيد على مليوني دولار في السّنة. وبلغ إجماليّ المساعدات الأمريكيّة حوالي 2.7 مليون دولار بين عامي 2012 و2016،. كما حصلت تونس على 65 مليون دولار من التّمويل العسكري الأجنبيّ للسّنة الماليّة 2019 من الولايات المتّحدة، الذي يركّز على الأولويّات المحدّدة بشكل مشترك، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وأمن الحدود والقدرة الاستخباراتية والنّضج الدّفاعي وبناء المؤسّسات الدّفاعيّة وتحسين القدرة التّقليديّة وقوات الطّوارئ. وتلقّت تونس أيضاً مساعدة كبيرة بموجب المواد 1206 و2282، و333 من سلطات وزارة الدّفاع الأمريكيّة لتمويل تدريب وتجهيز يتجاوز 160 مليون دولار منذ عام 2011.


على الرّغم من المشاكل الاقتصاديّة التي تشهدها تونس، فقد ارتفع الإنفاق العسكريّ التّونسيّ من 572 مليون دولار في العام 2010، قبل الثّورة، إلى 824 مليون دولار في العام 2018 (بلغ الإنفاق ذروته: حوالي مليار دولار في العام 2016). وقد ساهمت مساعدات الولايات المتّحدة خاصّة وأوروبا بالنّصيب الأكبر في تعزيز جهود الاحترافية، ومع ذلك فإنّ التّقدّم ظلّ بطيئا نظراً للأوضاع السّياسيّة المتقلّبة وتهميش دور الجيش في الحياة السّياسيّة للبلاد. ولعلّ هذا من أبرز ما تعمل على تداركه الدّولة العظمى لتغيّر من حال الجيش وتجعله على طراز المارينز!


إنّ ضخّ الولايات المتّحدة لكلّ هذه الأموال الطّائلة بعد الثورة لا يمكن أن يكون من أجل دعم الدّيمقراطيّة ونشر السّلام في المنطقة والحفاظ على الأمن كما تدّعي. فكيف يُرقَبُ ذلك من دولة داست على الشّعوب وشنّت الحروب وقتلت الأبرياء وقادت العالم بنظام متوحّش مكّن ثلّة من الأغنياء وأمات جوعا الملايين من الفقراء؟!


كيف يرجى الخير من دولة تركّز الحدود بين بلاد جمعتها عقيدة واحدة؟! هل يمكن أن تقدّم ما فيه خير للبلاد دون أن يكون لها أرباح ومصالح ستتحقّق لها من وراء ذلك؟ إنّها عقيدتها التي تستميت في الدّفاع عنها وعن بقائها: الرّأسمالية النّفعية!


للولايات المتّحدة مصالح في ليبيا وهي في صراع مع دول أخرى كبريطانيا وتعمل على أن تضع قدميها هناك خاصّة في ظلّ الفراغ السّياسيّ الذي تعيشه ليبيا والصّراعات بين الفصائل. ترفع شعار محاربة الإرهاب وتذرف دموع التّماسيح لتظهر خوفها على تونس من خطر الجماعات الإرهابيّة وهو ما جعل الجيش التّونسيّ يكثّف من جهوده الأمنيّة على الحدود، ويقيم سياجاً بطول 125 ميلاً على طول الحدود اللّيبيّة.


لقد تعمّد بن علي إبقاء الجيش ضعيفاً لتجنّب الاضطرابات السّياسيّة التي شهدها الشّارع التّونسيّ المعرّض للانقلابات جرّاء الظلم والاستبداد. فكان الجيش بعيداً عن اتّخاذ القرارات الاستراتيجيّة الرّئيسيّة وظلّ يفتقر إلى الموارد بميزانيّة متواضعة للغاية مقارنةً بميزانيّة وزارة الدّاخليّة. إضافةً إلى ذلك، فقد كانت للجيش خبرة محدودة في القتال بعد الاستقلال التّونسي العام 1956م.


وفي ثورة 2011 تبيّن للعالم أنّ الجيش في تونس لم يؤازر الحكومة ووقف إلى جانب الشّعب ولم يقم بما قام به جيش مصر من مجازر وتقتيل وهو ما لم يرق للولايات المتّحدة التي سارعت بعرض خدماتها للنّهوض بالجيش ورسم الطرق أمامه حتّى يصبح جيشا قويّا ويتّخذ القرارات: بمكافحته للإرهاب (ونتساءل هنا عن مفهوم الولايات المتّحدة للإرهاب؟) وتأمينه للحدود (تثبيت تفرقة جسد الأمّة الإسلاميّة وتركيز حدود سايس بيكو) وقدرته الاستخباراتية ونضجه الدّفاعي (ليدافع عن النّظام الذي يموّله ويشجّعه).


إنّ ما تقوم به الولايات المتّحدة من ورش عمل وتدريب في جامعة الدّفاع الوطنيّ في العاصمة واشنطن ومن اجتماعات استشاريّة مع كبار المسؤولين العسكريّين والمدنيّين في تونس وما يقوم به المسؤولون والخبراء الأمريكيّون من تشجيع لوضع استراتيجيّة دفاعيّة متماسكة للبلاد، كلّ ذلك يؤكّد المنحى الاستعماريّ النّافذ للدّولة العظمى وتدخّلها حتّى في أدقّ تفاصيل الأمن القوميّ للبلاد.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت

 

آخر تعديل علىالسبت, 03 تشرين الأول/أكتوبر 2020

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj السبت، 03 تشرين الأول/أكتوبر 2020م 17:50 تعليق

    لا أهلا ولا مرحبا بالعدو في أرض الزيتونة ، اللهم سبيل الخلاص

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع