- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مسجد الجزائر الأعظم شاهد على فشل فرنسا
الخبر:
تم اليوم في ذكرى مولد النبي محمد ﷺ افتتاح المسجد الأعظم في العاصمة الجزائرية ويعد أكبر مسجد في أفريقيا وقد شيّد المسجد في منطقة المحمدية، المكان الذي كان يحمل خلال حقبة الاستعمار الفرنسي (1830-1962) اسم "لافيجري"، نسبة إلى كبير أساقفة الجزائر شارل لافيجري، قائد حملات التبشير لفرض الديانة المسيحية على الجزائريين. (BBC)
التعليق:
استعمار فرنسا للجزائر والمغرب العربي لم يكن مجرد تسلط عسكري أو اقتصادي بل تعدى ذلك بأبعاد عميقة من الناحية الفكرية والثقافية التي حاول الفرنسيس من خلالها جعل المغرب جزءا من فرنسا العظمى وامتدادا جغرافيا وثقافيا للإمبراطورية الفرنسية. وقد بذلوا في سبيل ذلك جهدا عظيما ولكنهم أدركوا أنها مهمة مستحيلة.
كذلك الحال في بقية المستعمرات التي سيطرت عليها دول الغرب على أنقاض الدولة العثمانية سواء الإنجليز أو البرتغاليون أو الهولنديون أو حتى الأمريكيون فيما بعد. وذلك يعود إلى أمر ثابت مبني على قواعد صلبة لا يمكن لمستعمر أو عميل أن يزعزعها، ألا وهي العقيدة الصحيحة التي تقوم عليها حياة المسلمين وتوارثوها عن آبائهم وأجدادهم وما زالوا يورثونها لأبنائهم ويدعون لها حيثما حلوا.
هكذا تُصدم فرنسا من جديد، ويشهد العالم تضامن الأمة الإسلامية والتفافها حول نبيها محمد عليه الصلاة والسلام، حتى ولو كانت ردود فعل ارتجالية، إلا أنها ستتحول بإذن الله قريبا إلى موجات عارمة تجرف الفساد من على وجه الأرض وتعيد لها طهرها بعد أن استشرى فيها الضلال والاستعباد.
تمنينا أن يكون رد حكومة الجزائر على أعمال صبي فرنسا العدائية للإسلام وأقواله التحريضية على المسلمين على الأقل بتذكيره بتاريخ القائد العظيم أسد البحر المتوسط خير الدين بربروسا الذي أنقذ مدينة نيس عام 1543 من دوقية سافوي الموالية لشارلكان، فحرر المدينة وانتصر على جيوش الرومان والإيطاليين. وإثر هذا الانتصار العثماني الكبير عرض ملك فرنسا على بربروسا إقامة قاعدة عثمانية في ميناء طولون الفرنسي المطل على البحر الأبيض المتوسط لحماية فرنسا من هجمات الإمبراطورية الرومانية، وقد قبل بربروسا العرض بعد أخذ موافقة السلطان العثماني وتحولت مدينة طولون إلى مركز عسكري ضخم للحملات العثمانية، واستمر التحالف العثماني الفرنسي ما يقارب ثلاثة قرون.
وكذلك تذكيره برسالة ملك فرنسا فرانسوا الأول حين وقع في أسر الرومان والإسبان عام 1525 يستعطف ويستجدي ويستغيث بالسلطان العثماني آنذاك سليمان القانوني ويطلب فيها إنقاذه من عدوهم المشترك شارلكان، وجاءه الرد على طلبه من السلطان العثماني سليمان القانوني برسالة مطولة مما جاء فيها:
"بعناية حضرة عزة الله جلّت قدرته وعلت كلمته، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى ﷺ الكثيرة البركات، وبمؤازرة قدس أرواح حماية الأربعة، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وجميع أولياء الله. أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، أنا متوج الملوك، ظلّ الله في الأرضين، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم، وولاية ذي القدرية، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر.. أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد.. إلى فرانسيس ملك ولاية فرنسا...".
وعلى إثر ذلك تم عقد تحالف مشترك بين فرنسا والدولية العثمانية على الرغم من اعتراض الكنيسة وتسمية الكاثوليك له بالتحالف الأثيم، لكن ملك فرنسا كان له رأي آخر فقد وقع خيار فرانسوا في طلبه للنجدة على السلطان العثماني لكثير من الأسباب أهمها أن الدولة العثمانية في ذاك الزمان كانت تعتبر أقوى دولة في العالم وكانت بأوج ازدهارها إبان حكم السلطان سليمان القانوني والذي لقبه الغرب بسليمان الرائع، لذلك كان يأمل بتحقيق الكثير من المكاسب على حساب الإسبان
فمن العار على حاكم فرنسا اليوم أن يتنكر لفضل المسلمين عليه وعلى دولته، ومن الجهل أن يستعدي أمة مليار ونصف المليار كلهم فداء رسول الله.. ومن الغريب أن يستنجد إيمانويل ماكرون برأس الكفر بريطانيا لمساعدته، فتطلب الأخيرة من حلف الناتو أن يهبوا لنجدة الصبي الأهوج، تذكرنا هذه بجهالة أبي جهل من قبله الذي أنزل الله فيه قرآنا يتلى إلى يوم الدين ليكون نذيرا لأمثاله ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا