- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المال فوق الشعب، هذا هو منهج ماكرون والسياسة الفرنسية
فرنسا تُطالب دول الشرق الأوسط بإنهاء الدّعوات للمقاطعة
(مترجم)
الخبر:
طالبت فرنسا دول الشرق الأوسط بإنهاء الدعوات لمقاطعة بضائعها احتجاجاً على دفاع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الحق في عرض رسوم كاريكاتورية للنبي محمد ﷺ. واعترفت الخارجية الفرنسية في بيان موضّح بنقاط، فكتبت: "إنّ هذه الدّعوات للمقاطعة لا أساس لها من الصّحة ويجب أن تتوقف فوراً، وكذلك كل الهجمات التي تتعرض لها بلادنا والتي تشجعها الأقليّة المتطرفة". (بي بي سي)
التعليق:
عندما يكون لدى الأمة الإسلامية علماء مثل هؤلاء الذين يطلقون مثل هذه التصريحات الوضيعة مثل رئيس رابطة العالم الإسلامي ومقرّها السعودية، الشيخ محمد العيسى، حيث قال لقناة إخبارية سعودية: مع أن الرسوم الكاريكاتورية مهينة، فإن تأثير النبي ومكانته أكبر بكثير من تأثير هذه الرسومات. وقال إن المسلمين يجب ألاّ يبالغوا في رد الفعل. (التايم). وبالمثل، حذّر العيسى من أن ردّ الفعل المفرط أي "رد الفعل السلبي الذي يتجاوز ما هو مقبول" لن يفيد سوى "الحاقدين" (وكالة رويترز)، فهل من المستغرب أن النظام السعودي لا يريد المشاركة في مقاطعة المنتجات الفرنسية ويدعو إلى نهج ضبط النفس؟!
إنّ الصادرات الفرنسية الرئيسية هي الطّائرات. وهي سلع لا يشتريها الأفراد ولكن تشتريها الدّول بعقود واتفاقيات دولية كبرى تصل قيمتها إلى 43 مليار دولار أمريكي. هذا هو المكان الذي يكمن فيه المال الوفير للصادرات الفرنسية. إنّ من دعوا من البلاد الإسلامية إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية هم أفراد يمتلكون محلات سوبرماركت ومتاجر وليس الحكومات الفعلية كما في الكويت وقطر وتركيا والأردن. ومع ذلك، فهي قد اقتصرت على ذلك فقط! وأيضاً كانوا هم الأفراد الذين نزلوا إلى الشوارع احتجاجاً بصوت عالٍ ليؤكدوا على إدانتهم لدعم ماكرون للرسوم الكاريكاتورية الحاقدة مرةً أخرى وليس الحكومات الفعلية. إن "رد فعل العيسى المبالغ فيه" ليس هو رد فعل مبالغاً فيه، بل هو واجب على رفض الإساءة رسول الله ﷺ.
لم تكن هذه الهجمات على تمثال أو شخصية تاريخية حيث من الممكن تبريرها من خلال التلاعب الواهي بالمفهوم الليبرالي لحرية التعبير، ولكن هذا الهجوم كان على أعظم مخلوقات الله التي يحترمها المسلمون، فمنذ نزول الوحي على محمد ﷺ أصبح الرسول هو قدوتنا في كيفية عبادة الخالق وتنظيم شؤوننا وحكمنا وحماية مقدساتنا... وهكذا فإن الهجوم على الرسول ﷺ هو هجوم على كل مسلم في جميع أنحاء العالم، والردّ على المجلة الفرنسية وعلى الرئيس الفرنسي الذي يدعم الهجوم على النبي ﷺ يجب أن يقابل برد سريع وحاسم من جيوش البلاد الإسلامية والأنظمة.
إذا كانت مقاطعة المنتجات تؤثر على الاقتصاد الفرنسي فتخيلوا ماذا سيكون تأثير الرد الأقوى؟
ما نحتاجه ليس استجابةً فردية تقدّمها الأمّة الإسلامية، وبالطبع هذا ضروري للدفاع عن حبيبها ﷺ، ولكن الأفراد يتصرفون في أفعال فردية في حدود قدراتهم: مثل مقاطعة المنتجات الفرنسية، والاحتجاج، وكتابة المقالات، ونشر الرسائل على مواقع التواصل، والإعلام عن غضبهم، والتظاهر لتوجيه الرأي العام.
ولكن هل هذا سيمنع المجلة الفرنسية وغيرها من الحاقدين على الإسلام والمسلمين من ارتكاب جريمة أفدح من ذلك؟ إليكم الضرورة الملحة لسلطة الأمّة التي تتولى القيادة وتتحمل المسؤولية ولا تلقي الخطب النارية أمام جماهير المسلمين، فهذه الجماهير ليست هي من تكره الرسول. بل يجب دعم الخطاب بردّ فعل حقيقي وتقديم مثال للعالم بأسره بأنّ أعظم المخلوقات لن يتمّ الاستهزاء به أو الافتراء عليه أو السخرية منه تحت أي ذريعة كانت. هذه هي العزّة في القوة عندما يتمّ استخدامها بطريقة تتطلب الاحترام وتجعل الأنظمة تفكّر أكثر من مرة في ما قد يسيء إلى 1.6 مليار مسلم.
لو كان حكام الأمة الرويبضات قد فهموا فعلاً سورة الأنفال حول نوع الموقف الذي يجب اتخاذه من هذه المعركة، ومثل العهود الكاذبة، وشخصيات الجنود المسلمين، فلن يتكرر مشهد ما حصل عندما نشرت شارلي إيبدو تلك الصور في كانون الثاني/يناير 2015.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر