الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
علمانية الغرب تفشل في صَهْر شعوبها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

علمانية الغرب تفشل في صَهْر شعوبها

 


الخبر:


تحت عنوان "اضطرابات تهز فيلادلفيا بعد مقتل رجل أسود برصاص الشرطة" نشر موقع BBC عربي خبر مقتل والتر والاس البالغ 27 عاماً بـ14 رصاصة، على يد رجال الشرطة بذريعة تمنّعه من إلقاء سكيّنٍ كان بيده. علماً أنّ زوجة المقتول كانت قد أخبرت الشرطة أنّه يعاني أزمة عقلية تسمى اضطراب ثنائي القطب.


التعليق:


ما زالت العلمانية في الغرب وعلى رأسه أمريكا تثبت فشلها في حلّ أزماتها المجتمعية، المتمثلة في صهر الأعراق والمذاهب داخل مجتمعه الواحد، رغم زعمها أنّها قد تخلصت من العنصرية في الجانب المتعلّق بالقوانين والتشريعات. وأبرز مظاهر هذا الفشل يكمن في تلك العنصرية المتعلّقة بالتمييز العنصري للرجل الأبيض تجاه ذوي البشرة السوداء.


فلا نكاد ننسى حادثة قتل عنصريّة فظيعة حتى نتفاجأ بأخرى أشد منها بشاعة بحق أصحاب العرقية السوداء في أمريكا. وهذه المشاهد بتكرارها تكشف حجم الكره والحقد لدى من ينظرون لأنفسهم بأنهم أصحاب العرق الأفضل لاعتبارهم يمتلكون بشرة بيضاء دون الآخرين!


وهنا نتساءل: هل حقاً أنّ تلك القوانين التي وضعت لإزالة الفروقات العنصرية في المجتمعات الغربية كفيلة بتحقيق هذه الغاية؟ ولماذا نرى هذه التجاوزات تطال ذوي البشرة السوداء دون البيض من أولئك الذين يطبقون القانون؟!


الحقيقة هي أنّ هذه القوانين التي نجدها في بلاد الغرب لم تكن كما التي تُطبّق في الوقت الراهن، بل هي نتاج عقود طويلة من التغْييرات والترقيعات والتنازلات، التي كانت محصّلة صراعاتٍ دموية وأحداث وثورات ممن كانوا يُعتبرون عبيداً عند الرجل الأبيض. والقانون الذي محى في ظاهره هذه الفروقات بين (العبيد والأسياد) لم يدخل النفوس والقلوب لتمحو ما بها من أحقاد وكراهية متبادلة. وهذا لا نتعجّب منه لكون الأسس التي قام عليها النظام الرأسمالي إنّما كانت لضمان مصالح أصحاب رؤوس الأموال والإقطاعيين.


فالأصل في حل هذه المشكلة هي بإزالة هذا النزعة العنصرية الطبقية الجاهلية في النفوس والقلوب قبل القانون، وبهذه الحالة تُرعى الشؤون لكل أفراد المجتمع على السواء دونما تمييز. ومع أنّ البشرية تعاهدت قوانين وتشريعات عدّة نظّمت علاقاتها المجتمعية على مر التاريخ، إلّا أنّها لم ولن تجد مثل الشريعة الإسلامية ما تغرس في النفوس وازعاً يكاد يرتقي إلى الكمال البشري. كيف لا وهي من عند خالق البشر، الذي وحده يدرك حدود غرائزه وحاجاته وضبطها بالوجه السليم. والإسلام لا يَعتبر إيمان المرء كاملاً ما لم يمحُ ما في نفسه من مشاعر عرقيّة أو طبقيّة أو قَبَليّة، وقد بيّن ذلك الرسول عليه وآله الصلاة والسلام بقوله: «لَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ فَضْلٌ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَى».


وللخالق وحده الحق في وضع التشريع للمخلوق، وهو الله سبحانه، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. ولهذا جاء خطاب الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام في تأكيد هذه المسألة في كتابه العزيز صريحاً بقوله سبحانه: ﴿لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التخرير
الأستاذ عبد الله العلي آل كلش

 

آخر تعديل علىالجمعة, 06 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع