السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل بذهاب ترامب ستذهب رؤيته؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل بذهاب ترامب ستذهب رؤيته؟!

 


الخبر:


أعلنت وسائل الإعلام الرئيسية في أمريكا عن فوز جو بايدن في سباق الرئاسة الأمريكية، مما يعني خسارة الرئيس الحالي ترامب لها وخروجه من البيت الأبيض.


التعليق:


لقد تنفس الاتحاد الأوروبي الصعداء، هكذا قال بعض المحللين، وفرح الكثير من الناس واستبشروا خيراً بفوز جو بايدن، وخروج دونالد ترامب من البيت الأبيض، وذلك لمواقفه وقراراته التي اتبعها في سياسته الخارجية، فهل حقاً بذهاب ترامب ستذهب سياساته، أم سيذهب أسلوبه وتبقى سياساته كما هي؟


من المسلمات والبديهيات، أن السياسة الخارجية الأمريكية مبنية على المصالح الأمريكية، وإذا تصادمت هذه المصالح مع نشر الديمقراطية، مع أن كليهما من ركائز المبدأ الرأسمالي، إلا أنها ترجح كفة المصلحة على نشر الديمقراطية، كما قال بذلك جورج بوش الثاني، عندما أطلق مشروع الشرق الأوسط الجديد: (لقد رجحنا ولمدة 60 عام المصلحة على الديمقراطية).


ولكن تقييم المصلحة وطريقة تحقيقها هو الخط الفاصل بين الحزب الجمهوري التي مثّلها ترامب في الانتخابات الأخيرة، وبين الحزب الديمقراطي التي مثلها بايدن. وبعيداً عن عنجهية ترامب، فهنالك رؤيتنا للسياسة الخارجية الأمريكية، كما جاء في كتاب الاختيار لزبغنيو برجينسكي، مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق جيمي كارتر، حيث ذكر في كتابه: (أمام أمريكا خياران؛ قيادة العالم أو الهيمنة على العالم)، فالحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه برجينسكي، وجو بايدن يتبنى سياسة قيادة العالم، أي أن تقوم أمريكا بقيادة العالم بمشاركة الدول الكبرى الأخرى في القضايا الدولية، بينما يرى نيل فرجسون مؤلف كتابه الصنم (صعود وهبوط الإمبراطورية الأمريكية)، أنه وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وضعف روسيا، وشيخوخة أوروبا، فإنه لا يوجد أي مبرر لإشراك الدول الأخرى في القضايا الدولية، خصما على المصلحة الأمريكية. وهذا ما انتهجه الحزب الجمهوري وما سعى لتنفيذه ترامب، بانسحابه من بعض الاتفاقيات والمنظمات الدولية، ومطالبته الدول الأوروبية واليابان دفع المقابل نظير الحماية التي تتلقاها من حلف الأطلسي، الذي هو يمول بشكل رئيسي من الحكومة الأمريكية... بينما يرى الديمقراطيون أن سياسة الهيمنة التي ينتهجها الحزب الجمهوري، ستوحد العداء ضد الدولة الأمريكية، مما يشكل خطراً وجودياً على أمريكا.


أما سياسة أمريكا تجاه دول ما يسمى بالعالم الثاني والثالث، ومنها السودان بالطبع، فإن أمريكا ترى أن هذه الدول هي البقرة الحلوب التي يجب أن تمتص ثرواتها بأقصى طاقة ممكنة، وإن كان هنالك اختلاف بين الحزبين فإنه لا يتعدى بضعة أساليب ووسائل تختلف من حزب لآخر، فمن السطحية أن يعول على أي من هذين الحزبين في تحقيق أي مصلحة للمسلمين وبقية الشعوب، فعندهم أمريكا أولاً. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: ﴿إِنَّ الكَافِرِينَ كَانُوا لَكُم عَدُوّاً مٌّبِيناً﴾. ويقول تعالى: ﴿كَيفَ وَإِن يَظهَرُوا عَلَيكُم لاَ يَرقُبُوا فِيكُم إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرضُونَكُم بِأَفوَاهِهِم وَتَأبَى قُلُوبُهُم وَأَكثَرُهُم فَاسِقُونَ﴾.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – الخرطوم

 

آخر تعديل علىالجمعة, 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع