- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام في سريلانكا يمعن في أذية المسلمين بحرق جثث مصابي كورونا
الخبر:
أعلنت السلطات السريلانكية الأربعاء أنها ستقوم بإحراق جثامين 19 مسلما توفوا بكوفيد-19، على الرغم من اعتراض عائلاتهم. وتبع هذا الإعلان تنفيذ فوري بحرق خمسة جثامين يوم الأربعاء.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة دي ليفيرا إن "جثامين ضحايا كوفيد-19 التي لا تطلب عائلاتهم تسلّمها يمكن أن تحرق بموجب أنظمة الحجر الصحي". وقد تبنت سريلانكا في نيسان/أبريل آلية حرق جثامين المتوفين بكوفيد-19 في ظل مخاوف أججها الرهبان البوذيون النافذون الموالون للرئيس غوتابايا راجاباكسي، بأن دفن جثامين المتوفين بالوباء يمكن أن يلوث المياه الجوفية وأن يسهم في تفشي الفيروس.
واحتجت جمعيات إسلامية على سياسة إحراق الجثامين كونها منافية للشريعة الإسلامية، وقدّم مسلمون وهيئات من المجتمع المدني 12 التماساً في هذا الخصوص أمام المحكمة العليا. لكن المحكمة العليا ردّت الالتماسات من دون تعليل قرارها. وبحسب مجلس مسلمي سريلانكا، فإن غالبية ضحايا فيروس كورونا هم من المسلمين. وقال متحدّث باسم المجلس إن المسلمين الذين تبين الفحوص إصابتهم بكوفيد-19 يخشون طلب مساعدة طبية، لأنهم لا يريدون أن تحرق جثثهم. (يورو نيوز 2020/12/11).
التعليق:
نهج النظام السياسي في سريلانكا على نشر هيستيريا ضد المسلمين، وتفنن في نشر أساليب مختلفة لبث العداء والكراهية تجاههم، فتارة يغض الطرف عن موجات الانتقام والعنف التي تنظمها العصابات البوذية ضدهم وتارة أخرى يعمد إلى حرق جثث من يصاب بفيروس كورونا منهم.
وبالرغم من تبريرات الحكومة لسياسة حرق جثث المسلمين وإصرارها على ضرورة اتخاذ قوانين صارمة لمجابهة الموجة الثانية للجائحة، خصوصا مع ازدياد عدد الإصابات بين المسلمين، إلا أن سياسة حرق الجثث تهدف بشكل صارخ لترويع المسلمين. والنظام يعي جيدا أن قرارات حرق جثث المسلمين ليست بجديدة وليس لها أي مبررات علمية، فقد تفردت سريلانكا في تبني حرق الجثث وهي الدولة الوحيدة في العالم التي فرضت الحرق على وفيات كوفيد-19. أضف إلى ذلك أن الأمر لا يقتصر على الموجة الثانية للجائحة فهناك حالات حرق جثث مسلمين منذ ستة أشهر ومن ذلك حالة السيدة فاطمة رينوزا.
فاطمة أم لثلاثة أطفال، وقد دخلت المستشفى في الرابع من أيار/مايو بعد الاشتباه في إصابتها بكوفيد-19. وما إن أعلن الأطباء إصابتها بكوفيد-19 حتى حاصرت وحدات من الشرطة والجيش أسرة فاطمة وحسب رواية زوجها: "تم إجلاؤنا قبل رشّ المطهرات في كل مكان. كنا خائفين لكنهم لم يقولوا لنا أي شيء. حتى الطفل الرضيع ذي الثلاثة أشهر خضع للفحص الطبي وساقونا كالكلاب إلى مركز الحجر الصحي". فرضوا على الأسرة الحجر الصحي بينما توفيت فاطمة وحيدة في المستشفى ثم أجبر ابنها على توقيع الموافقة على قرار بحرق جثمان أمه وبعد أيام اكتشفت أسرة الفقيدة أن نتيجة فاطمة لم تكن إيجابية كما ادعى العاملون في المستشفى. لم يكن الأمر سوى تمييز ضد المسلمين. (بي بي سي، 23 حزيران/يونيو 2020).
تابعت منظمة التعاون الإسلامي ما يحدث في سرينلانكا بقلق شديد وكعادتها تبنت لغة دبلوماسية خالية من المبدئية ونصرة المسلم لأخيه المسلم فحثت كولومبو على السماح للمسلمين بدفن أفراد عائلاتهم "وفق معتقداتهم الدينية". ولم يتعد الأمر تصريحات خاوية لا تليق بموقف مسلم تجاه أخيه الذي يُحرق!
هذه اللغة الدبلوماسية لا تتناسب مع موقف المسلم تجاه الغوغاء المتربصة بالمسلمين وذراريهم أو تجاه الحكومة المجرمة التي تستخدم القانون لتنتقم من المسلمين وتحرق أجسادهم ثم تحرق قلوب معارفهم وذويهم عليهم.. لقد حرم الشرع ترويع المسلم فما بالك بحرق جثمانه وإثارة الرعب والفزع حوله؟!
إن مصاب أهلنا في سريلانكا هو مصاب الأمة بأسرها، وفي حرق جثثهم إعلان حرب على الأمة بأسرها. ﴿وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)