السبت، 21 محرّم 1446هـ| 2024/07/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لماذا تتكلم يا أردوغان كالمحسنين وتعمل كالمسيئين؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لماذا تتكلم يا أردوغان كالمحسنين وتعمل كالمسيئين؟!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أصدر الرئيس رجب طيب أردوغان تصريحات عقب اجتماع المجلس الرئاسي في المجمع الرئاسي، حيث قال: "إننا نكافح بصعوبة للتغلب على الضغوط والتكاليف المترتبة على الربا والتضخم وأسعار الصرف، على الاقتصاد التركي. ومع تنوع الإنتاج لدينا، وقدراتنا اللوجستية، وسلسلة التوريد القوية، والحوافز، والقوة العاملة الديناميكية، فإننا على مستوى سوف يرضي الجميع للاستثمار في تركيا". (خبر ترك، 2020/12/14).

 

التعليق:

 

إن الحكام الحاليين، الذين لا يأبهون سوى ببناء عالمهم، ليسوا مدركين حتى لآخرتهم التي أفسدوها وخسروها. ومع ذلك، فإن الذين وقعوا ضحية للدنيا أمام أعينهم، حيث حطت من قيمة الذين يقدرونها، وتركت كل الذين لا يهتمون سوى بهذه الدنيا محتاجين.

 

ففي النظام الرأسمالي، حيث يوجد الشعب في واد والحكام في واد آخر، فإن الحكام وبكل أسف غير مدركين لمشاكل الشعوب التي يحكمونها.

 

في البلد الذي يحكمونه، يرى الناس الانتحار كحل ويضعون حداً لحياتهم بسبب عدم قدرتهم على العثور على عمل وطعام، ومع ذلك، يتحدث الحكام عن ضغوط الربا وأسعار الصرف والتضخم على الاقتصاد! الناس يقفون ضد الظلم والاضطهاد والصعوبات المالية، لكنهم يتحدثون عن مستوى سيرضي جميع من يستثمرون في تركيا! يبدو أن الرئيس أردوغان يعتقد أن جميع المشاكل تحل من خلال إعطاء القليل من الضرائب والغرامات للشعب، والتي جمعها منهم.

 

وما دمت تستخدم ثرواتك في سبيل استمرار نظام الكفر بدلا من حكم الإسلام، وتلجأ إلى حلوله التي تقوم أساسا على الحرام، فلن تتمكن من النجاة من السقوط في الذلّ والفشل. فبينما الربا هو الأساس الذي يقوم عليه اقتصادك، وبينما أنت من تقوم بنشر هذا الحرام بين الشعب عن طريق القروض والحوافز، وقولك بأن هذه تضع ضغوطا على الاقتصاد، فأنت تماما كالذي يتكلم كالمحسنين ويعمل كالمسيئين. إن التخلي عن الربا الذي حرمه الله سبحانه وتعالى ورسوله ﷺ، لم يكن تحذيرا كافيا لك، ولم يسبب لك أي انزعاج، ولكن ضغوط الربا على الاقتصاد، التي تسببت بالتضخم، هي ما سببت لك الانزعاج، وسيكون لهذا ثمن تدفعه.

 

ومن الجيد تذكير الرئيس أردوغان مرة أخرى؛ فهناك ضغط من النظام العلماني الديمقراطي، الذي تجلبونه مراراً وتكراراً، على قيم هذا الشعب ومعتقداته. هناك ضغط من الرأسمالية الوحشية التي تنفذها على مصدر رزق هذا الشعب وجيبه. هناك جريمة إعطاء 400 مليار دولار لجماعات الضغط، والتي أخذتها من الناس خلال فترة حكمك. كما أن هناك ضغطاً من التقليل من شأن وعي الناس على أرقام التضخم المعدة في المكتب. وبينما يكافح نصف الناس الذين تحكمهم من أجل حياتهم التي على حافة المجاعة، هناك ضغط على الشعب من الحكام الذين يتجاهلون هؤلاء ويمكنهم أن يتحدثوا بقسوة. وهناك مشكلة التضحية بالضرائب التي يتم جمعها من الشعب بطريقة قاسية وبالقوة لصالح الإعفاءات الضريبية التي تمنح لكبار أصحاب رؤوس الأموال. وفي الوقت الذي تعيش فيه أنت عاليا، بكل صفاقة تجعل الملايين من الناس عالقين بالحد الأدنى من الأجور وتجعلهم يتوسلون ذلك. هناك مشكلة خداع الشعب باستخدام القوى الخارجية كذريعة لمهارتك في الحكم، على الرغم من حقيقة أنك تتعاون مع هذه القوى الخارجية في كل منصة.

 

كما أن هناك جريمة وخطيئة جعل المستثمرين الأجانب يودعون أموالهم في البنوك هنا مقابل نسب ربوية عالية، وهو ما يتم تحت اسم الاستثمار، وجعل الفوائد ممكنة بغض النظر عن مجهود الشعب. ويتم الاستثمار والتوظيف والإنتاج من خلال توفير الراحة وإعطاء الحق التشغيلي للشركات الكبرى التي تمص الدماء فيما يتعلق بالمصادر تحت الأرض وفوقها.

 

وقد مارست القسوة من خلال ارتقاء عرش المكتب والوظيفة والثروة، حيث جعلت الدين يخدم مصالحك من خلال الاستسلام للجسد. فلو أنك تصرفت حقا من منطلق خشية الله عز وجل، لم تكن مارست ضغط الربا كأساس، بل كنت ستلغيه بالكامل. ولو استهدفت ازدهار الشعب، لما كنت أعميت البصر عن مليارات الدولارات المهدورة، خاصة على رئاستك، ومن هم حولك وعلى بلدياتك، ولم تكن لتسمح لبعض الناس من حولك بنهب مقدرات الأمة وضمها إلى ثرواتهم.

 

لقد مارستَ بالفعل أكبر قسوة من خلال حكم الشعب بنظامٍ حرّمه الإسلام، وإن هذا النظام الظالم، هو حرام فوق حرام، وجريمة فوق جريمة.

 

في نظام الحكم في الإسلام، الخلافة، فإن البشرية ستجد السلام، حيث ستحميها من الحرام، وستحكمها بالعدل، وستضمن الازدهار لجميع الناس، وتقف ضد المحرمات، وتنهي الاضطهاد وتنشر الإسلام في كل القارات.

 

وكما أن القطيع يكون بأمان مع الراعي، فإن الدولة كذلك ستكون بأمان بتطبيق الإسلام، وإن هذا لكائن قريبا بإذن الله سبحانه وتعالى.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالأربعاء, 23 كانون الأول/ديسمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع