- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كذب المنجّمون ولو صدقوا
الخبر:
بحلول سنة 2021 تواترت الأخبار بتنبّؤات علماء الفلك (ميشال حايك: عالم الفلك اللّبنانيّ الشّهير وكذلك اللّبنانيّة ليلى عبد اللّطيف) بأخبار صادمة عن الأوضاع في تونس في هذا العام الجديد.
التّعليق:
أن يتصدّر هؤلاء الذين يُطلَق عليهم "علماء فلك" القنوات التّلفزيّة فيخبروا النّاس عمّا سيحصل في السّنة الجديدة فهذا ما يتعارض كلّيّا مع عقيدة المسلم إذ لا يعلم الغيب إلاّ الله.. فمن أنصت لتنبّؤات هؤلاء وصدّقهم أثم وربما كفر! فعن أبي هريرة عن النّبيّ ﷺ قال: «مَنْ أَتَى كَاهِناً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ». رواه أبو داود.
كذب المنجّمون ولو صدقوا، وما يحصل في تونس وغيرها من بلاد المسلمين والعالم أجمع خاصّة في ظلّ هذا النّظام العالميّ الذي نشر الفساد في البرّ والبحر وجعل النّاس يعيشون في ضنك وخصاصة وفقر وقهر أمر طبيعي ونتيجة حتميّة لما يفرضه هذا النّظام من حلول ترقيعيّة فاشلة لمشاكل البشريّة، فليس غريبا أن تطفو هذه المشاكل على السّطح لتعرّي عجز هذا النّظام الذي يقود العالم.
يعمل النّظام العلمانيّ على إبراز هؤلاء وإظهارهم حتّى يغطّي النّتائج الوخيمة لسياساته فيستنجد بهؤلاء المشعوذين ليهيئ النّاس ليقبلوا ما سينتهجه من سياسات تقشّف وما سيفرضه عليهم من غلاء معيشة وارتفاع أسعار. يصنع رأيا عاما بحتميّة تدنّي الأوضاع ويوظّف لتأييد ذلك جائحة كورونا وتداعياتها مستعينا بهؤلاء الذين يزعمون كذبا أنهم يعلمون الغيب، وكيف لمن أنكر الغيب أن يقرّ بما يقوله هؤلاء أم أنّه حين الحاجة إليهم يوظّفهم لخدمة أجنداته ومصالحه بل ويعلي من مكانتهم؟!
ما يعيشه النّاس في تونس وغيرها من بلاد العالم ليس سوى نتيجة سياسات نظام عالميّ فاشل صنعه الإنسان ولا يمكنه بحال أن يحلّ مشاكل البشريّة. فوحده نظام ربّ العالمين هو القادر على ذلك، فهو يقدّم الحلول الشّافية فيحيا النّاس في الخير الذي أرسله ربّهم العليم الخبير الذي له الخلق والأمر وهو على كلّ شيء قدير.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت