لم يبق لأهلنا في مصر إلا شَحْذُ الهواء!

 

 

 

الخبر:

 

استدعت أجهزة الأمن بمحافظة الشرقية، شمالي مصر، الشاب الذي صور مقطع الفيديو الذي يفضح موت مرضى كورونا داخل قسم العزل بالعناية المركزة بمستشفى الحسينية بالمحافظة بسبب عدم توفر الأكسجين، لسماع أقواله. وقد أثار هذا الفيديو جدلا واسعا. لكن وزيرة الصحة المصرية هالة زايد أكدت في بيان رسمي أن وفيات العناية المركزة المشار إليها كان أصحابها مصابين بفيروس كورونا، كانوا يعانون من أمراض مزمنة، وليس لموتهم علاقة بـ"ادعاء نقص الأكسجين الذي يوجد مخزون كاف منه"، كما أحال محافظ كفر الشيخ، اللواء جمال نور الدين، مدير مستشفى الحامول إلى التحقيق بسبب استغاثة توجّه بها إلى الأهالي لتوفير أسطوانات الأكسجين لإنقاذ المرضى في المستشفى (بي بي سي عربي 4 كانون الثاني/يناير 2021).

 

التعليق:

 

امتدّت أزمة الأكسجين من مستشفى زفتى بمحافظة الغربية إلى مستشفى الحسينية المركزي وفي كلتا الحالتين أرجعت وزيرة الصحة والسكان حالات الوفيات إلى أمراض مزمنة يعاني منها المصابون بكوفيد-19 وأن خزانات الأكسجين تم ملؤها ولم يحدث أي خلل في المنظومة. وعلى هذا الأساس، بدلا من محاسبة المسؤولين على الإهمال والتقصير، يتم استجواب الشاهد على هذه الجريمة (مصوّر الفيديو) الذي لولاه لمات الجميع في صمت. إن هذا الفيديو الذي أثار جلبة على وسائل التواصل الإلكتروني إنما يعكس جزءا من الواقع المرير الذي يعاني منه أهلنا في مصر فلا يكفيهم البؤس والفاقة والفقر والحاجة والظلم والاستبداد وما أوصلتهم إليه سياسة المتعاقبين على الحكم في مصر الكنانة، بل وصل بهم الأمر إلى أن تتمّ مساومتهم على هواء يستردّون به الأنفاس!

 

وصدق الشاعر حين قال:

 

لا توْقظوهم فالجميع نيام *** الجيشُ والنواب والحكام

 

لا تزعِجوا حكامَنا موتوا بصمْت *** إن إزعاج المُلوك حرام

 

ودماؤكم ليست تساوي في المزاد *** بعوضة، بل إنكم أرقام

 

أبكي على مِصرٍ وأرثي حالها *** لا مِصر في مِصرٍ ولا الأهرام

 

هذي هي الأوطان حين يَسوسها *** الزعران والعُملاء والأزلام

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. درة البكوش