الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تذوق العسل لا يكون بالنظر إليه يا أردوغان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تذوق العسل لا يكون بالنظر إليه يا أردوغان

 


الخبر:


قال رئيس الجمهورية أردوغان إنه يريد أن يجعل من عام 2021 عام ارتقاء في كل المجالات، وأضاف قائلا لكي نصل إلى أهدافنا بشكل أفضل فإننا مصممون على أن نجعل من بلدنا بيئة مناسبة للاستثمار والإنتاج والحريات وذلك بفضل الإصلاحات التي سنقوم بها في المجالين الاقتصادي والقانوني. (يني شفق 2021/01/03)

 

التعليق:


في شهر كانون الأول من العام 2019 وخلال حديث له قال أردوغان: "لن يقوى أحد على أن يحول دون هذا النهوض العظيم وهذه الصحوة الكبيرة وهذا الارتقاء الكبير بإذن الله." (مليت 2019/12/21)


لقد اعتاد أردوغان في كل عام والذي فقد الأمل أن يُمَنِّي الناس ويعدهم بمستقبل أفضل وذلك من خلال هذه الشعارات الجوفاء والخطابات العبثية والشوفينية و"الرغبات الجميلة" و"الأمنيات الجيدة" فهو يدغدغ مشاعر الرأي العام بهذه التصريحات الفارغة بينما سمعته في الحضيض.


أما الارتقاء الذي يتحدث عنه أردوغان فمن الناحية الاقتصادية شهدنا في تلك السنوات العجاف الطوابير الطويلة التي كانت تتجمع أمام خيام التنظيم، والزيادة الحادة في نسبة التضخم والعملات الصعبة والارتفاع المخيف في أسعار السلع والضرائب، ومن الناحية الاجتماعية فلقد شهدنا الجرائم المروعة ضد المرأة والعنف وجميع أنواع الجرائم والفجور وانتشار فكرة الربوبية والإلحاد بين شباب المسلمين واستغلال اللاجئين العزل الذين لجأوا إلى تركيا هربا من الظلم الذي عاشوه في بلادهم كورقة ابتزاز ضد الاتحاد الأوروبي، أما على الصعيد السياسي فقد رأينا العمالة حتى النخاع وزيادة الولاء والتبعية للولايات المتحدة الأمريكية والسكوت عن الإهانات المذلة التي وجهها رئيسها وإرسال القوات العسكرية إلى البلاد الإسلامية لحماية مصالحها، كما شهدنا كذلك قتال الإخوة لبعضهم بعضاً.


ونحن بدورنا نسأل؛ هل الارتقاء والنهوض يكونان فقط في إنتاج السلع والخدمات والتصدير وإنشاء الطرق والجسور؟ طبعا فإن الارتقاء بالنسبة لأردوغان هو الزيادة في المؤشرات الاقتصادية. فعلى سبيل المثال يقول أردوغان في أحد أحاديثه: إننا ملتزمون برفع نسبة صادراتنا إلى 500 مليار دولار. ولتحقيق هذا الهدف لا بد في البداية من زيادة إنتاجنا للسلع والخدمات على مستوى التنافس الدولي... كما ارتفع مؤشر الثقة الاقتصادية بنسبة 1.7 في المئة في تشرين الثاني ليصل إلى 91.3. وقد تجاوزت الزيادة في الشهرين الماضيين في هذا المجال 6 في المئة. عدد الشركات التي تم تأسيسها في تشرين الثاني - علما أنه كان يقول بأن جميع الشركات ستغلق - أعطيك الرقم الرسمي انتبه فلقد ارتفع بنسبة 10.2 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. أما الانتعاش في أسواق الإسكان والسيارات فإن القاصي والداني قد علم به حيث زادت مبيعات المنازل بنسبة 54.4 في المئة خلال شهر تشرين الثاني، كما زادت مبيعات السيارات بنسبة 3.5 في المئة. (www.iletisim.gov 2019/12/21)


وهنا أيضا واضح جدا أن الارتقاء بالنسبة لأردوغان يعني فقط الزيادة في المؤشرات الاقتصادية والرسوم البيانية، فالذي ينظر من نافذة القصر فقط يرى كل شيء على ما يرام. إن تحول تركيا إلى سجن كبير ومئات الآلاف من الناس إلى سجناء فيه، وقطع الطلاب الطريق في المناطق الشرقية مشيا على الأقدام في الهواء البارد للاتصال بشبكة المعلومات التعليمية والأشخاص الذين يجمعون الفتات من القُمامة وانتحار الشباب بسبب الفقر والبطالة... كل هذا لا يمكن رؤيته من نافذة القصر.


لم يعد المسلمون يجدون كلمات أردوغان مقنعة، فهم يعلمون جيدا أن الأقوال لا بد أن تقترن بالأفعال وأن الأقوال الفارغة لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن ارتقاء تركيا لا يكون بالكلام وحده، وأن الارتقاء على الطريقة العثمانية لا بد أن يكون بالوقوف على أسوار فينا وأخذ المبادرة في السياسة الدولية وأن يكون فاعلا لا بيدقا.


يجب أن يعلم أردوغان جيدا أن الطريق إلى النهوض وقيادة العالم كما حصل مع الأمويين والعباسيين والعثمانيين ليس بالرأسمالية العلمانية الفاسدة التي عفا عليها الزمن أو بالديمقراطية الفاسدة أو بالنظام الرئاسي الهجين الذي يتعارض مع عقيدة المسلمين، وإنما يكون بعقيدة الإسلام والنظام الاقتصادي ونظام الحكم المنبثقين عنها. ولهذا السبب قال اللورد كرزون: "لقد انتهت المسألة العثمانية إلى الأبد، لأننا قضينا على قوتها الروحية، حيث قضينا على الخلافة والإسلام".

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش

 

آخر تعديل علىالسبت, 09 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع