الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
نظام الأسد يمول أعماله القاتلة بابتزاز عائلات المعتقلين في مسالخه البشرية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نظام الأسد يمول أعماله القاتلة بابتزاز عائلات المعتقلين في مسالخه البشرية

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

نشرت جمعية المعتقلين والمفقودين في سجون صيدنايا، في الرابع من كانون الأول الماضي، تقريراً كشف عن قيام نظام الأسد بابتزاز بأكثر من 100 مليون دولار حصلها من عائلات الذين تعرضوا للاختفاء القسري على يد قوات الأمن السوري. تلقى حراس سوريون ومسؤولون حكوميون وقضاة ومحامون وأفراد من الجيش وضباط مخابرات وشبيحة اقتطاعات من المدفوعات التي تدفعها العائلات للحصول على معلومات أو زيارات أو لإطلاق سراح أحبائهم المحتجزين في زنازين الأسد. واستند التقرير إلى مقابلات مع أكثر من 500 عائلة للمختفين قسرا. وأشارت إلى أن المبلغ الحقيقي الذي تم ابتزازه يمكن أن يكون 900 مليون دولار بناءً على أرقام من اعتقلهم النظام وأفرج عنهم منذ انتفاضة 2011. وكانت المدفوعات "مصدراً كبيراً للتمويل" لجهاز أمن النظام القاتل. وفقاً للصحيفة التي أعدتها ADMSP، فقد حولت الحكومة السورية "الاختفاء القسري والاعتقالات" إلى صناعة لصالح الدولة. وذكر دياب سارية، الشريك المؤسس ومنسق المنظمة: "تُظهر البيانات والمعلومات التي قدمها التقرير أن النظام في سوريا لا يمارس الاختفاء القسري ضد المعارضين السياسيين فحسب، بل يستهدف أيضاً الأفراد الذين يعتقد أن بإمكانه جمع المال من عائلاتهم". وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان، وُثِّق اختفاء 100 ألف سوري قسرياً في سوريا، ولا يزال 130 ألفاً محتجزين أو مختفين قسرياً (ذكورا وإناثا)، وقد تم اعتقال أو احتجاز حوالي 1.2 مليون في وقت ما منذ بدء الاحتجاجات في عام 2011. لطالما استخدم الأسد ووالده الإخفاء القسري للخصوم السياسيين كاستراتيجية رئيسية ومنهجية للسيطرة على المجتمع وترهيبه ومنع المعارضة ضد حكمهم الديكتاتوري.

 

التعليق:

 

إن الحجم المروع من القمع والاستبداد الذي عانى منه مسلمو سوريا في ظل هذا النظام المجرم لا ينتهي أبداً. إن نظام الاعتقال مع الاستغلال المادي سيئ السمعة للأسد، معروف بأبشع أشكال التعذيب والقتل ضد أولئك الذين يعارضون حكمه. وقد تعرض عشرات الآلاف للتعذيب وقتل الآلاف أثناء احتجازهم في سجن صيدنايا سيئ السمعة وحده الذي وصفته منظمات حقوق الإنسان الدولية بأنه "مسلخ بشري". ذكرت منظمة العفو الدولية في وقت سابق عن عمليات إعدام جماعية نُفذت بين عامي 2011 و2015 في سجن صيدنايا، حيث يتم شنق ما بين 20 إلى 50 نزيلاً في منتصف الليل بمعدل مرتين في الأسبوع. وذكر تقرير صدر عام 2019 عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن هناك أكثر من 14000 حالة موثقة لأشخاص تعرضوا للتعذيب حتى الموت في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام منذ عام 2011، لكن يُعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير. كما وصفت 72 نوعاً من التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون، بما في ذلك الحرق بالماء المغلي، وبتر أجزاء من الجسد، والاغتصاب وأشكال أخرى من الاعتداء الجنسي، وحتى السماح للأطباء المبتدئين بالتدرب على السجناء للتدريب على الجراحة. بل كانت هناك تقارير عن استخدام مثاقب كهربائية على جثث المعتقلين. وفقاً لحركة الضمير الدولية، وهي منظمة غير حكومية، تم أيضاً سجن أكثر من 13000 امرأة كسجينات سياسيات منذ بدء النزاع، مع وجود أكثر من 7000 امرأة رهن الاحتجاز حيث يتعرضن أيضاً للتعذيب والاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي. كثيرات حملن نتيجة لهذه الأعمال الإجرامية. حسبنا الله ونعم الوكيل!

 

والآن نرى أن هذا النظام الوحشي كان يتربح ويمول جرائمه الوحشية من كل هذه الهمجية. لكن الأمر الأكثر إثارة للاشمئزاز هو أنه لا توجد دولة في العالم اليوم لديها الحس الأخلاقي والإرادة السياسية للرد على هذا النطاق غير المفهوم من المعاناة الإنسانية والقمع؛ لا توجد دولة لاقتلاع هذا النظام الآثم والوقوف في وجه حلفائه الشائنين. لا توجد دولة توفر ملاذاً كريماً لضحايا هذه الحرب التي دامت 10 سنوات، فتعتني بهم بالرحمة واللطف وتزودهم بجميع احتياجاتهم. ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40]

 

أيها المسلمون: متى ندرك أنه لن تكون هناك نهاية لهذه الهمجية والذبح لأمتنا في سوريا وفي جميع أنحاء العالم، ولا نهاية لدموع أخواتنا المسلمات اللاتي تعرضن للإهانة، ولا ملاذ حقيقي للمظلومين ولا نهاية لهذه الجرائم ضد الإنسانية؛ إلا بإقامة النظام الذي شرعه الله سبحانه وتعالى ليكون درع المسلمين وحاميهم والوصي عليهم؛ الخلافة على منهج النبوة. قال الرسول ﷺ: «وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ». وقد أوضح الإمام النووي رحمه الله أن الدرع كَالسِّتْرِ لما ورائه، لأن الإمام هو الساتر الذي يمنع العدو من إيذاء المسلمين؛ وذلك بقيادة الجيش وحماية الحدود وتنظيم الجهاد. في ظل الخلافة، تمكن المسلمون من هزيمة الإمبراطورية البيزنطية العظيمة وضم سوريا التي كانت تحت حكمها إلى الحكم الإسلامي في غضون سنوات قليلة. في الواقع، في معركة اليرموك عام 636م، التي كانت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تمكن الجيش الإسلامي من تحقيق نصر حاسم على الجيش البيزنطي الذي فاق عدد المقاتلين المسلمين بشكل كبير وكان أفضل تجهيزاً وأفضل تدريباً. وكان هذا بسبب نصر الله الذي أعده لمن يقاتلون طاعة لأمره. والحقيقة، هي أن الخلافة كانت قادرة على تركيع اثنتين من أكبر الإمبراطوريات في ذلك الوقت؛ الروم والفرس، على الرغم من أن الدولة الإسلامية كانت جديدة نسبياً على الساحة العالمية، وجيشها صغير مقارنة بهذه القوى العالمية. إن إقامة نظام الله هذا سيقتلع كل هؤلاء الطغاة والظالمين من بلادنا إلى الأبد، وسيحقق الأمن والشرف لأمتنا، وسيحقق الظفر لدين الله تعالى في المستقبل.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. نسرين نواز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالثلاثاء, 12 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع