- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الولايات المتحدة لا تستحق قيادة العالم
الخبر:
قالت بيلوسي "أقف أمامكم اليوم لأمر نبيل جدا، وكمواطنة أمريكية.. أطلب منكم أن تفكروا مليا وتردوا على هذا السؤال: هل يراعي الرئيس الدستور الأمريكي عندما يشن حربا على الديمقراطية؟".
وتساءلت بيلوسي أيضا حول ما وصفتها بالكلمات التحريضية للرئيس الأمريكي "هل هي جريمة؟"، وأضافت "أليس من الواجب أن نفعل كل ما بوسعنا دستوريا من أجل حماية بلدنا وديمقراطيتنا من طموح الرجل الذي أظهر أنه خطرٌ فعلي على الحرية والقانون؟".
التعليق:
أولا: هل تكمن المشكلة حقيقة في شخص ترامب فقط أو في من أتى به؟ وهل تمت دراسة عميقة جدا لوجود ترامب في الحكم وآثار وجوده وتبعات شخصيته وأثره على الدولة والمجتمع والحرية والديمقراطية وطبيعة الصلاحيات الممنوحة لرئيس الدولة ترامب؟
من المعلوم جدا أن الدولة العميقة تنصّب في الحكم من تريد، وهذا معلوم وليس مشكلة عندهم، لكن الدولة العميقة كانت تستطيع أن تضع أي شخص تختاره على السكة بحيث يحقق لها المطلوب ويسير وفق متطلبات الدولة العميقة بدون أي تردد أو رفض أو تمرد أو أن يشكل خطرا على الداخل الأمريكي والدستور والصلاحيات وإحداث انقسام أمريكي داخلي. الحقيقة أن المشكلة تكمن في وجود ترامب من حيث مَنْ أتى به إلى الحكم ولم يستطع أن يسيّره على السكة.
ثانيا: من خلال وجود ترامب في الحكم وممارساته فيما يتعلق بالتصريحات الخطيرة عن المهاجرين وأحداث مقتل الرجل الأسود وموقفه وتصريحاته ومواقفه... أين كنتم منه ومن مخالفته للدستور الأمريكي وتعميق الشرخ الكبير؟ وأين كانت أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية التي تفتخر بذاتها وتجعل من العالم مسرحا لعملياتها؟ أين كانت عن تعمق شرخ المجتمع في أمريكا وتصريحات الرئيس الملهم؟!
إن الولايات المتحدة أثبتت بشكل لا يقبل النقاش أنها لا تستحق أن تكون الدولة الأولى في العالم ولا تستحق قيادة العالم، وأثبتت كذلك أن هناك مشكلة وانقساماً داخل مجتمعها لأنه لا توجد فكرة مبدئية صحيحة قادرة على إخفاء مفاهيم تعمقت داخل ذلك المجتمع، ولا توجد شخصيات مبدئية وسياسية تعاملت مع المعضلة الأمريكية لا من ناحية مبدئية ولا من ناحية سياسية حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه حتى كشفت الأمور حقيقة الوضع للعالم والداخل الأمريكي.
إن الدولة الأمريكية ليست قدرا لا يرد وليست قوة مطلقة، بل هي مثل الكائن البشري له عمر محدد تنتابه مظاهر الضعف والقوة بل والموت، ولكن الانهيار ليس بالأحلام ولا بالتمني بل بوجود كيان آخر يقضي عليه، ولن يكون هذا الكيان إلا كيان الإسلام قريبا بإذن الله تعالى. فليشمر المسلمون للعمل الجاد والمخلص له حتى نرى أمريكا حديثا وعبرة لكل الدول التي تطاولت على المسلمين ومقدساتهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان