- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة لن يحل مشكلة سد النهضة
بل التعاون مع الأمة وتبني قضاياها هو الحل
الخبر:
نقل موقع "مباشر مصر" الجمعة 2021/1/15م، عن معتز زهران سفير مصر بواشنطن، إن هناك حاجة للتعاون مجددا مع الإدارة الأمريكية الجديدة للعب دور بنّاء من أجل حل الخلاف حول قضية سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، جاء ذلك خلال مشاركته كضيف في حوار افتراضي بالفيديو مع المجلس الوطني للعلاقات الأمريكيةـالعربية، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، ونوه إلى أن المفاوضات مع الأسف لم تتقدم نحو حل القضية، وقد بذلت الإدارة الحالية بالولايات المتحدة جهودا وكانت الوساطة فيها متوازنة مع الدول الثلاث، واشترك فيها البنك الدولي وتوصلت الجهود الأمريكية إلى وثيقة متوازنة وعادلة لكن الطرف الإثيوبي رفض العملية برمتها.
التعليق:
سد النهضة أزمة تواجه مصر وتهدد أمنها الاستراتيجي بل تهدد كيانها كله وتجعلها وقرارها السياسي رهينة لمن يملك السد ويتحكم فيه، وقطعا من يملك السد ويتحكم فيه ليست إثيوبيا المُقام فوق أرضها، وإنما الدولة صاحبة السيادة الفعلية هناك وهي أمريكا الخصم والحكم، أما حكام إثيوبيا فلا فرق بينهم وبين حكام مصر وحكام السودان، فهم مجرد بيادق على رقعة شطرنج تحركها يد السادة في البيت الأبيض، فيوقع السيسي عندما يُطلب منه التوقيع ويتنازل عندما يطلب منه التنازل ويتفاوض عندما يطلب منه التفاوض، بلا كرامة يجسدها وقوفه أمام ترامب وسط موظفي البيت الأبيض وجلوسه منزويا منكمشا في نفسه أمامه كما يفعل الخادم أمام سيده، فلم يكن السيسي ليجرؤ على التنازل عن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل ويلغي المعاهدات السابقة لو لم تشر له أمريكا بذلك أو لو لم ترغب هي في ذلك.
وقد يقول قائل إن أثيوبيا دولة ذات سيادة وأنها بنت هذا السد بالجهود الذاتية، وهذا خطأ محض فلا يوجد في بلادنا اليوم دولة حرة وليست تابعة أو عميلة، وهؤلاء الحكام عملاء للغرب ولا يُظن فيهم ولا في أعمالهم خير للشعوب ولا عمل من أجل رفعتهم، بل كل ما يعنيهم هو مصالح سادتهم في الغرب ولو كان هذا على جثث شعوبهم كما يحدث تماما من السيسي في مصر ومثله يحدث من حكام إثيوبيا لا فرق، فالشعوب هي التي تدفع الفواتير في النهاية.
ملاحظة تحتاج لإمعان نظر وهي توقيت بناء السد بعد ثورة يناير وما أظهره الشعب خلال الثورة من إمكانية الخروج من قبضة العسكر عملاء أمريكا وكأن أمريكا تجهز حلا بديلا لتطويع أهل مصر إذا لزم الأمر، وبغض النظر عن المالك والمستفيد الفعلي من سد النهضة فإن وجود أي سد على النيل يمثل خطرا حقيقيا على مصر وتهديداً واضحاً يستوجب التحرك السريع الذي قد يصل لإعلان الحرب، فوجود السدود يمنع الطمي الذي يغذي التربة ويعيد لها خصوبتها، ويقلل مساحة الأرض المزروعة ويجعل النيل وماءه الذي يشربه أهل مصر في يد غيرهم رهيناً بقرارهم ورغباتهم، فيجعل مصر وأهلها رهينة في يد المالك الفعلي والمتحكم في السد، أي أنه يضعف مصر نفسها استراتيجيا ويضعف القرار الصادر عن الشعوب خلال الثورات.
لهذا فلا حل سيأتي من مفاوضات يقودها عملاء والحَكَم فيها سيدهم ومراده ومرادهم تكبيل هذه الشعوب ومنعها من أي ثورة محتملة، والحل الوحيد هو في تبني قضايا الأمة واحتضانها ونصرتها من قبل المخلصين من أبناء الأمة في الجيوش، وأولها اقتلاع هؤلاء الحكام العملاء وتحرير إرادة الدولة بفك ارتباطها بالغرب وخلع طوق التبعية المفروض عليها منذ عقود خلت، وهدم النظام الرأسمالي النفعي الذي يحكم بلادنا ويتحكم فيها ويمكّن الغرب من نهب ثرواتها، وإقامة نظام الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، المنبثق عن عقيدة الأمة والقادر على حفظ كرامة الشعوب وثروة البلاد، والذي لا يقبل أن تكون منابع النيل تحت سلطان آخر غير سلطان الإسلام، ولا يقبل أن يتحكم عدو الأمة في مائها، ويعتبر هذا الأمر قضية مصيرية تتطلب تحريك الجيوش لهدم كل تهديد لأمن الأمة أو يمس قوتها أو يحاول رهن قرارها أو نهب جزء من ثروتها...
هذا هو الحل ولا حل غيره لمن يريد خير مصر وأهلها، ونحن نضعه بين أياديكم أيها المخلصون من أبناء الأمة في جيش الكنانة ونطالبكم بنصرته وتمكين العاملين وإعانتهم على تطبيقه حتى تخرج مصر والأمة بعمومها من ربقة التبعية للغرب الكافر التي امتدت لعقود طويلة ويوقف سيل نهب ثروات الأمة التي يتنعم بها الغرب وينفقها فيما يضر الأمة ويمعن في إذلالها، هذا والله الخير الذي ليس دونه خير والفوز العظيم الذي ينتظركم لو فعلتم، فكونوا أنصار الله ورسوله ودينه عسى الله أن يفتح على أيديكم فتكون دولة العز والنصر والتمكين خلافة تملأ الأرض عدلا ورحمة وتنقذ البشرية من الرأسمالية التي تَغرق وتُغرق العالم معها، اللهم عجل بها واجعل مصر حاضرتها واجعلنا من جنودها وشهودها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر