- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أزمة خبز تراوح مكانها والأمن الغذائي يتطلب إقامة الخلافة
الخبر:
كشف نائب رئيس اللجنة التسييرية لأصحاب المخابز إسماعيل أبكر عن تقديم استقالته رسميا من اللجنة وعزا ذلك بسبب تأزم الوضع بقطاع المخابز، وقال أبكر في تصريح للتيار عن خروج 45٪ من المخابز عن الخدمة بسبب عدم توفر مدخلات الإنتاج، ورهن حل الأزمة بالتزام الحكومة بدعم مدخلات الإنتاج أو رفع الدعم كليا عن الدقيق. وأعلن أبكر فى تصريح للتيار عن 9 حالات قتل أمام المخابز بولاية الخرطوم من بينهم عامل مخبز بمحلية أم بدة إضافة إلى 13 حالات طعن من بينهم 3 عمال مخابز، مشيرا إلى تهشيم أكثر من 200 مخبز. (الخرطوم - أثير نيوز).
التعليق:
أزمة خبز حادة تصل إلى إزهاق الأرواح في الصفوف، فلا حول ولا قوة إلا بالله، في بلد يعتبر واحداً من أكبر ثلاثة بلدان في القارة الأفريقية من حيث المساحة، وواحداً من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة، بما يقارب ثلث إجمالي مساحته البالغة 1,886,068 كيلومتراً مربعاً، (728,215 ميلاً مربعاً)، مما يجعله "سلة غذاء" العالم بكل تأكيد. وقدرت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في عام 1998م، بحوالي 16,900,000 هكتار (41.8 مليون فدان) منها حوالي 1.9 مليون هكتار (4.7 مليون فدان) من الأراضي المروية، خاصة على ضفاف نهر النيل والأنهار الأخرى في شمال البلاد ووسطها، وكميات خرافية من المياه، ورغم ذلك يحدث ما حدث!! إنه سوء الرعاية التي يمارسها حكام هذا البلد، حكام منفصلون عن الأمة انفصالا تاما، لا يحسون بمعاناتها ولا يهتمون بحالها، وهي تصل مرحلة متأخرة من سوء الرعاية أدت إلى إزهاق الأرواح من أجل قطعة خبز، الحكام الذين كان ديدنهم منذ أن وطئت أقدامهم أرض السودان التسول بينما يملكون من الأراضي والمياه ما يملكون، فانطبق عليهم قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمول
هؤلاء الحكام عجزوا عن تفجير الطاقات في زراعة الأراضي الصالحة للزراعة، والتي بإمكانها إنتاج ملايين الأطنان من القمح وغيره من المحاصيل، ولكن كيف لأمثال هؤلاء التبع الذين فطموا على التسول أن يفجروا هذه الطاقات الكامنة التي تجعل من السودان سلة لغذاء العالم كله، عندما كانت جزءاً من دولة الخلافة؟
إن السبب الرئيس في عدم مقدرة بلد مثل السودان على الاكتفاء الذاتي ليس هو النقص في الموارد والثروات، ففيها مقومات الدولة الأولى، والقوى البشرية، والموارد المالية، ولكن السبب الرئيس هو تبعية هذه الحكومة، في كل صغيرة وكبيرة للدول الكافرة، وبطبيعة الحال غياب دولة الإسلام، وغياب خليفة المسلمين الذي يرعى شئوننا، ويحقق الأمن في كافة جوانب الحياة، ويعلن البراءة من الدول الكافرة الكبرى، ويعلن الولاء لله سبحانه وتعالى وحده!! فخليفتنا القادم قريباً بإذن الله سيتخذ قرارات مصيرية لتحقيق الأمن لرعيته، ومنه الأمن الغذائي، وذلك لكي لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، فلا يجعلهم يتحكمون في مقدرات الدولة، ولا في سياستها وإداراتها كما هو حاصل الآن، وهذا هو الخطر العظيم على أمن المسلمين وكيانهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان