- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أحداث مدينة الجنينة بالسودان.. وغياب دولة الرعاية
الخبر:
أعلنت لجنة أطباء السودان، الأحد، ارتفاع عدد ضحايا أحداث مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور (غرب)، إلى 83 قتيلا و160 جريحاً، بما فيهم جرحى الجيش.
جاء ذلك في بيان نشرته اللجنة (غير حكومية)، أحد أبرز مكونات "تجمع المهنيين"، على صفحتها عبر "فيسبوك"، بعدما أعلنت صباح الأحد 48 قتيلاً و97 جريحاً.
ومن جهة أخرى، قرر مجلس الأمن والدفاع بالسودان (أعلى هيئة أمنية)، الأحد، إرسال تعزيزات عسكرية، لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها بولاية غرب دارفور، بعد سقوط قتلى وجرحى، وفق مصدرين. (القدس العربي)
وأوضح مدير قوات الشرطة، عز الدين الشيخ، في مؤتمر صحفي، أن "اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع قدمت شرحا عن الأوضاع لرئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، بمكتبه"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية.
وتعود تفاصيل الأحداث، وفق روايات متطابقة لشهود تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، إلى اندلاع أعمال العنف يوم الجمعة، إثر مشاجرة عادية بين شخصين قام أحدهما بتسديد طعنات إلى الآخر ما أدى لوفاته في اليوم التالي متأثرا بجراحه.
شهود العيان أكدوا أن مجموعات قبلية مسلحة هاجمت مشرحة مستشفى الجنينة ومعسكر كرينديق للنازحين المحاذي للمدينة والذي يسكنه الشخص القاتل، واعتدت على العزل ما خلف قتلى ومصابين يجري حصرهم، بجانب تشريد الآلاف.
وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها معسكر كرينديق الذي يؤوي قبيلة المساليت وقبائل أخرى لهجوم مسلح في أقل من عام، وكانت أحداثه الأولى خلفت 52 قتيلا وتشريد 30 ألف شخص.
التعليق:
إن أحداث الصراع والاقتتال بين قبائل السودان المختلفة بخاصة في إقليم دارفور أصبح أمراً متكرراً. فنحن نعلم أن الاقتتال القبلي في إقليم دارفور ومناطق السودان المختلفة له أسباب سياسية من بينها الاستقطاب الحاد الذي مارسته الأحزاب السياسية والحركات المسلحة أدوات الكافر المستعمر في البلاد، فكل حزب أو حركة مسلحة يستقطب قبيلة أو عدة قبائل، ويبدأ التنافس ثم الصراع والحزازات والضغائن ثم يبدأ الاقتتال، فصارت هذه المنطقة في حالة توتر وعدم استقرار أمني وبؤرة للصراع بين القوى الدولية الطامعة في البلاد وثرواتها؛ رجال أمريكا وأوروبا الذين ما فتئوا يثيرون هذه النعرات ويؤججون الصراعات حتى يحققوا أهدافهم الرامية لتمزيق ما تبقى من السودان. يحدث كل هذا في ظل الغياب التام للدولة وفرض هيبتها، وأنّى لها ذلك وهي تسير في ركاب الكافر المستعمر وهي جزء من أدوات هذا الصراع؟!
فليعلم أهل السودان أنه لا استقرار ولا أمن ولا طمأنينة، إلا بقيام دولة مبدئية تقوم على عقيدة أهل البلاد؛ العقيدة الإسلامية التي جمعت بين بلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وحمزة القرشي، ومعاذ الأنصاري؛ وهذه الدولة هي دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، القائمة قريباً بإذن الله. خطب عليه الصّلاة والسّلام النّاس يوم فتح مكة فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ: بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ تَلَا ﷺ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مجدي صالحين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير