- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو السبب
الخبر:
أوردت صحيفة الأمناء - التي تصدر كل يومين - في عدن يوم الخميس 2021/01/14م خبراً بعنوان: "اللجنة السعودية تغادر أبين بشكل نهائي.. ما السبب؟"، جاء فيه: "غادرت اللجنة العسكرية السعودية المشرفة على الانسحابات العسكرية في محافظة أبين الثلاثاء، مقرها في بلدة "شقرة" إلى العاصمة عدن وبشكل نهائي".
التعليق:
قدوم اللجنة العسكرية السعودية المكونة من عدة ضباط بحماية ست مدرعات ومركبات دفع رباعي تحمل رشاشات ثقيلة إلى أبين تأتي تنفيذاً لبند في اتفاق الرياض، والذي يأتي سريانه بعد الإعلان عن تشكيل حكومة معين عبد الملك في 2020/12/28م، ويقضي بإشراف اللجنة السعودية على الفصل بين قوات هادي والمجلس الانتقالي وعودة كل واحدة منها إلى مواقعها التي خرجت منها.
لكن اللجنة العسكرية فوجئت بتعرضها لإطلاق قذائف مدفعية على أماكن وجودها خارج زنجبار عاصمة محافظة أبين، فلم تجد لها بُدّاً من الانسحاب النهائي والمفاجئ والنجاة بجلود ضباطها قبل أن يقعوا ضحية الانفلات الأمني الذي بدأ مع قدوم حكومة معين عبد الملك لمطار عدن، وهي الرسالة التي وجهتها بريطانيا لأمريكا ومفادها أن الاستقرار الأمني في محافظات جنوب اليمن مربوط بها هي ومن أرسلتهم. وضع اتفاق الرياض لتجد أمريكا لها موطئ قدم باسم السعودية، مكان بريطانيا التي أرسلت الإمارات لإخراج الحوثيين من عدن والمحافظات الجنوبية. وتأتي الخطوة السعودية ضمن الضغوط التي تمارسها أمريكا لإخراج الإمارات من جنوب اليمن، إلى جانب فتح ملف سجونها السرية، واغتيالات أئمة المساجد في محافظة عدن وغيرها من المحافظات، وتعرُّض مدنها لهجمات الصواريخ البالستية باسم الحوثيين، لتخلي عدن والمحافظات الجنوبية.
إن بريطانيا قد شعرت بالضعف بعد اغتيال علي صالح في شمال اليمن لصالح الحوثيين، وأرادت إبعاد الحراك الثوري السلمي جناح باعوم، فأتت بالمجلس الانتقالي الجنوبي رديفاً لعبد ربه وليس عدواً له، فيما تريد أمريكا - المتغنية بالديمقراطية - أن تعترف بالحوثيين حكاماً في صنعاء رغم دخولهم صنعاء بقوة السلاح، وأن تشق الطريق أمام الحراك الثوري السلمي عن طريق السعودية.
إن أهل اليمن سيبقون لعبة في الصراع الدولي بين المستعمر القديم بريطانيا والجديد أمريكا بأدوات رخيصة محلية وإقليمية، حتى يفيقوا ويعملوا لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي ستخرج النفوذ الاستعماري القديم والجديد منه. قال رسول الله ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن