الأحد، 15 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
متابعة أحداث العالم يجب أن تكون منضبطة بقواعد معينة حتى تكون متابعة واعية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

متابعة أحداث العالم يجب أن تكون منضبطة بقواعد معينة حتى تكون متابعة واعية

 

 

 

الخبر:

 

تناقلت وسائل الإعلام وبشكل غير مسبوق الانتخابات الأمريكية وتداعياتها، حيث غالبا ما تجتذب هذه الانتخابات اهتماما عالميا بنتائجها لما لها من تأثير على العلاقات الخارجية بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم، ولم تخرج البلاد الإسلامية عن هذه القاعدة حيث أفردت أبرز القنوات العربية تغطية مستمرة لما يحدث في أمريكا.

 

التعليق:

 

لا شك أن متابعة ما يجري في العالم هو من خواص صفات الشعوب التي تطمح لأن تتصدر مركزاً مرموقاً في الساحة الدولية، بل وتسعى لأن تكون الدولة الأولى في العالم، إذا كانت هذه المتابعة هادفة ومنضبطة بقواعد توصل إلى غاية مرسومة، لا أن تكون متابعة لمباراة يراد معرفة الفائز بها والاستمتاع بالمنافسة المحمومة ومن ثم الانقطاع ومتابعة حدث بارز آخر وهكذا دوليك، لذلك يجب على الأمة الجادة في نظرتها للحياة وللعالم أن تنطلق من قواعد ومفاهيم راسخة في العمل السياسي والفهم السياسي وبالضرورة من المتابعة السياسية، لتحقق ما تسعى إليه، ومن هنا يجب التعرف على أبرز هذه القواعد:

 

أولاً: فهم السياسة الخارجية أمر جوهري لحفظ كيان الدولة والأمة، وأمر أساسي للتمكن من حمل الدعوة إلى العالم، وعمل لا بد منه لتنظيم علاقة الأمة بغيرها من الأمم على وجه صحيح. ولما كانت الأمة الإسلامية مكلفة بحمل الدعوة الإسلامية إلى الناس كافة، كان لزاماً عليها أن تتصل بالعالم اتصالاً واعياً لأحواله، مدركاً لمشاكله، عالماً بدوافع دوله وشعوبه، متتبعاً الأعمال السياسية التي تجري في العالم، ملاحظاً الخطط السياسية للدول في أساليب تنفيذها، وفي كيفية علاقة بعضها ببعض، وفي المناورات السياسية التي تقوم بها الدول.

 

ثانياً: إن معرفة السياسة الخارجية لكل الدول المؤثرة في العالم وخاصة أمريكا، وروسيا، وإنجلترا، وفرنسا، مهم باعتبار أن الخطر آتٍ من كل دولة، وأن أمن البلاد يتطلب دوام اليقظة والحذر من الجميع، خاصة أن موقف كل دولة من الدول لا يلزم حالة واحدة من ناحية دولية، وإنما تتداوله حالات متعددة من ناحية القوة والضعف، ومن ناحية قوة التأثير أوعدم التأثير، ومن ناحية تفاوت العلاقات القائمة بينها وبين الدول، واختلاف هذه العلاقات.

 

ثالثاً: لا غنى للسياسي عن أن يتتبع الأعمال السياسية القائمة في العالم، وأن يربطها بمعلوماته السياسية السابقة، حتى يتسنى له فهم السياسة فهماً صحيحاً، وحتى تتأتى له معرفة ما إذا كان الموقف الدولي لا يزال كما هو أو تغيّر، وحتى يتأتى له إدراك موقف كل دولة، ومعرفة ما إذا كان هذا الموقف قد بقي على حاله، أم طرأ عليه تغيّر، ومن هنا كانت العناية منصبة على الإحاطة بمعلومات عن كل دولة؛ لأنها الركيزة الأولى للفهم السياسي، وليست معرفة موقف كل دولة متعلقة بموضعها في الموقف الدولي، بل هي متعلقة في كل شيء له علاقة بسياستها الداخلية والخارجية.

 

هذه بعض قواعد الاتصال الواعي بالعالم الخارجي، لمن أراد أن يكون صانعاً للحدث وفاعلاً فيه، وليس متابعة المتفرج الذي لا حول له ولا قوة! نسأل الله العظيم أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد فتقام لها دولة على منهاج النبوة فيرى العالم رجالاً من طراز خاص صُهروا بأفكار الإسلام العظيمة وتقلبت عليهم السنون بالتجارب والمحن فيسوسوا العالم لما فيه خير البلاد والعباد مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ عمر محمد الفاروق

آخر تعديل علىالثلاثاء, 26 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع