الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
السفير البريطاني في الخرطوم يقر بالتدخل في الشؤون الداخلية والترويج لمصالح بريطانيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السفير البريطاني في الخرطوم يقر بالتدخل في الشؤون الداخلية والترويج لمصالح بريطانيا

 

 

 

الخبر:

 

سفير بريطانيا في الخرطوم عرفان صديق يغادر السودان بعد أن طلب من حكومته إنهاء مهمته قبل أوانها، فكتب رسالة يدافع فيها عن سياسته التي انتهجها خلال فترة عمله منذ نيسان 2018 وجلبت عليه كثيرا من الانتقادات لتدخله في الشؤون الداخلية بصورة علنية، ووصف بأنه الممثل السامي، قال في رسالته التي جرى تعميمها: "واجهت عددا من الانتقادات بأني صريح جدا، وبالتدخل في الشؤون الداخلية وحتى بالتصرف كإمبريالي. على الرغم من أن دوري كسفير لبريطانيا هو الترويج لمصالحها".

 

التعليق:

 

 

هذا السفير يكشف بصراحة ما هو دور السفراء البريطانيين في كل بلد، وكذلك سائر سفراء الدول الاستعمارية الطامعة التي تبحث عن نفوذ في البلاد الأخرى كأمريكا وفرنسا وروسيا. فهم يتدخلون في شؤون البلدان التي يوجدون فيها، فمهمتهم استعمارية أي تأمين الاستعمار لدولهم وبسط نفوذها في البلاد الأخرى والترويج لها. وهذا يقتضي كسب العملاء، ولهذا كان السفير البريطاني دائم الوجود بين قوى الحرية والتغيير أثناء الاحتجاجات التي أدت إلى إسقاط البشير، ويعمل على توجيه هذه القوى، وإذاعة بريطانيا تروج لهذه القوى العميلة. ولهذا تمكنت بريطانيا من جعل الحكومة تتشكل بأغلبيتها من عملائها برئاسة حمدوك.

 

وادّعى السفير البريطاني قائلا: "يؤثر الصراع وعدم الاستقرار في السودان على أمن المملكة المتحدة. يؤثر الفقر والمجاعة في السودان على المصالح الاقتصادية البريطانية". ومعنى ذلك أن هذه الأمور تؤثر على النفوذ البريطاني والمكاسب الاقتصادية في السودان وفي المنطقة، وإلا فما علاقة السودان ببريطانيا؟! فكل منهما في قارة مختلفة وتبعدان عن بعضهما آلاف الكيلومترات! فالسودان لحقه الفقر والمجاعة والتمرد المسلح والخلاف القبلي، فهل لحق بريطانيا مثل ذلك؟! وقد تدخلت بريطانيا في السودان لتسقط البشير، فهل تدخل السودان في بريطانيا لإسقاط جونسون؟ وهل عمل السودان على كسب عملاء في بريطانيا لتأمين المصالح السودانية فيها؟! وهل أوجد فيها تنظيمات متمردة مسلحة تعمل على تمزيق بريطانيا كما تعمل الأخيرة على تمزيق السودان بموازاة العمل الأمريكي؟! وبريطانيا من حيث المساحة هي زاوية في السودان، الذي معظم أهله هم من الشباب وسيتفوق بعد بضع سنين على سكان بريطانيا العجوز.

 

وقام السفير البريطاني وأظهر آخر تدخلاته في الشأن السوداني فطالب "الحكومة الانتقالية باستكمال عملية السلام والبدء في تنفيذ بنود الاتفاق المبرم بينها وبين تنظيمات الجبهة الثورية في 3 تشرين أول/أكتوبر 2020، مشيرا إلى الانتهاء من الإصلاحات الحيوية مثل تعويم العملة هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد.. وإنه يتطلع إلى تنفيذ إصلاحات مرتبطة بمجال الحكم مثل إنشاء أنظمة قوية للعدالة الانتقالية وإصلاح قطاع الأمن وضمان السيطرة المدنية الكاملة وتطوير الأحزاب السياسية والاستعداد للانتخابات. والأهم من ذلك بدء عملية الحوار الدستوري للمساعدة في تحديد نوع الدولة التي يراد أن تكون للسودان، هذه الإجراءات التي ستساعد في ضمان ألا يكون التغيير في السودان عابرا وألا تفشل هذه الثورة مثل ثورة 1964 أو ثورة 1985 بسبب عودة الاستبداد والحكم العسكري.. لكن النجاح لا يزال يواجه العديد من التحديات. إن نجاح الانتقال ليس مضمونا. إن ضمان تشكيل مؤسسات الحكم للمرحلة الانتقالية (المجلس التشريعي والمفوضيات الرئيسية) دون مزيد من التأخير هو أمر مهم جدا" (سودان تربيون 2021/1/26)

 

فهو خائف من سقوط الحكومة العميلة لبريطانيا كما سقطت حكومة الصادق المهدي العميلة لبريطانيا في فترة (1966- 1967) وفترة (1986-1989) بعد الثورات والانقلابات التي حصلت عام 1964 وعام 1985. وقد أتى بعد تلك الفترتين عملاء أمريكا بانقلابات عسكرية: جعفر النميري من عام 1969 حتى عام 1985، وعمر البشير من عام 1989 حتى 2019. فيعلن أن نجاح الانتقال ليس مضمونا إذ يهيمن العسكر في المجلس السيادي على الدولة، وفي أية لحظة هناك احتمال لأن تسقط الحكومة، وتُضرب الأحزاب والتنظيمات الثورية الموالية لبريطانيا، وهي حكومة فاشلة مفلسة لا تعرف إلا التسول والاستدانة وأحزابها فاشلة مفلسة، وكذلك المجلس السيادي فاشل، ولكن الفشل المباشر سيعلق في رقبة الحكومة باعتبارها السلطة التنفيذية المباشرة المسؤولة عن تقديم الخدمات للناس ومعالجة مشاكل الفقر والمجاعة والأمن وهي عاجزة عن ذلك، للعجز الفكري والخمول الذهني لديها ولانعدام الإخلاص والصدق والإرادة الصحيحة لديها ولدى القائمين على الحكم في البلد، وهم يتربصون ببعضهم بعضاً من سيتغلب على الآخر ومن سيسقط الثاني؟!

 

وهكذا يبقى السودان كسائر بلاد المسلمين ساحة للصراع الدولي، حيث تشتري الدول المتصارعة الذمم الرخيصة من أهل البلد وتوظفهم عملاء لديها، فتتمكن من بسط نفوذها في البلد، والعمل على تخريبه وتمزيقه مستخدمة هؤلاء العملاء الرخيصين أصحاب النفوس المريضة والعقول السقيمة، والذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية على حساب مصالح أمتهم وبلدهم. فوجب العمل على التخلص منهم ومن أسيادهم حتى تتحرر البلاد وتتقدم وتنهض بفكر مستنير بواسطة العاملين المخلصين الواعين فكريا وسياسيا. وهم يحثون الخطا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فعندما تقام بإذن الله قريبا سوف لا تسمح للدول الاستعمارية بأن تكون لها سفارات على أراضيها، ولا يسمح لها أن تتصل بأصحاب الذمم الرخيصة من المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين والمتذبذبين.

 

وصدق الله سبحانه حين قال: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالأحد, 31 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع