- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تونس: إدارة الأزمات من قبل السفارات
الخبر:
أكد السفير البريطاني في تونس، إدوارد أوكدن، يوم الأحد 07 شباط/فبراير 2021، وجود تعاون مع الحكومة التونسية لتسليم اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد في أقرب وقت.
وقال على هامش اختتام الدورات التدريبية حول أساسيات المرونة وإدارة الأزمات التي انتظمت في الحمامات وشملت موظفي عدد من الوزارات وبالتعاون مع بريطانيا، "نحن نريد أن نساعد الحكومة التونسية في مكافحة الوباء وهذا البرنامج هو جزء من المساعدة".
وتابع أوكدن في تصريح لشمس أف أم "نريد أن نستمر في هذا البرنامج ومزيد التعاون خاصة مع وزارة الصحة في كيفية وصول التلقيح في أقرب وقت". (شمس أف أم)
التعليق:
في ظل الحجر السياسي على هذا الشعب، يأتي المقيم العام البريطاني الذي تفرد بشارع الثورة في الذكرى العاشرة لانطلاق شرارة ثورة الأمة من تونس، ليتخذ من كورونا شماعة لتمرير أجندات بريطانيا الخبيثة، حتى تبقي سيطرتها وتحكمها في ثورة الشعب وثروته، ولا ينفرط العقد من بين أيديها، وتبقى الحكومة مجرد طبخة سياسية بريطانية بزيت تونسي خالص!
فعلى هامش اختتام الدورات التدريبية حول أساسيات المرونة وإدارة الأزمات التي انتظمت في الحمامات بإشراف مباشر من السفارة البريطانية، حضر إلى جانب السفير العميد منير الكسيكسي رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وهو حضور أمني يعكس اهتمام بريطانيا المتزايد بإدارة أزماتها في تونس، لا أزمات الشعب التونسي، بل نجدها تصطنع الأزمات المتراكمة لتلعب لاحقا دور المنقذ والمخلص من الأزمة ولكن وفق رؤية مصاصي دماء الشعوب، لتستثمر في صحتنا بل في حياتنا أيضا وتفرض علينا لقاحاتها.
فهي فضلا عن لقاءات سفيرها المتزايدة بقيادات الأمن والجيش في تونس، نجدها تدرب الوزارات والمسؤولين والبلديات على إدارة الأزمات وترويض الشعب للقرارات التي تتخذها الحكومة الخاضعة لأجنداتها، لعلّها تنجح في تطعيم هذا الشعب بلقاح "المصالحة الشاملة" التي تضمن لها الاستقرار السياسي المنشود، وإخماد جذوة الثورة بشكل نهائي. وكلّنا يذكر ذلك الدعم البريطاني المباشر لحكومة الشاهد في قمع الاحتجاجات الشعبية خلال شهر كانون الثاني/يناير 2018، ظنّا منها أنها ستنجح في محو ذاكرة هذا الشعب، وأنها ستنسيه جريمة تفردها بملكية حقل ميسكار من الغاز الطبيعي منذ سنة 1992، والذي يمثل شريان حياة الشعب من الطاقة الكهربائية، ونصف استهلاكه لتبيعه لشركة الستاغ الحكومية بالسعر العالمي.
ولكن خابت بريطانيا وخسرت، وخسئ عملاؤها الأقزام، فمستقبل هذه الأمة ومنها أهل تونس، ليس بيد الاستعمار الذي يحدث نفسه بأنه قد سيطر على الوضع باستعراضات هوليوودية على شاكلة ما قام به السفير البريطاني في شارع الثورة، ولا بأيدي أشباه الحكام ممن يخوضون صراعا شكليا وتنافسا محموما على خدمة أجندات المسؤول الكبير آملين في تحقق وعوده لهم بالتمكين الديمقراطي، بل هذا هو زمن الأمة بامتياز، الزّمن الذي لن تقف فيه قوة على وجه الأرض أمام فكرة قد آن أوانها وهلّ زمانها؛ هي الخلافة الراشدة التي وعدنا بها الله سبحانه وبشرنا بها نبيه ﷺ عقب هذا الملك الجبري المشؤوم. فاللهم عجل بقيامها إنك نعم المولى ونعم النصير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. وسام الأطرش – ولاية تونس