- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأسمالية تقدّم ما يريده الرأسماليون وليس ما يحتاجه الإنسان
(مترجم)
الخبر:
وفقاً لمقال لصحيفة الغارديان في العاشر من شباط/فبراير 2021 "ستتلف اليابان الملايين من جرعات لقاح فايزر لأنها تحتوي على محاقن خاطئة". وقالت الغارديان أيضاً إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لديهما المشكلة نفسها، وحذّرت من أن هذا يؤدي إلى "منافسة قوية لتأمين إمدادات إضافية بسرعة".
التعليق:
قدّم العلماء لشركات الأدوية الكبرى المعرفة اللازمة لإنتاج لقاحات لحماية العالم من كوفيد-19، لكن هذه الشركات لا تستطيع إنتاجها بالسرعة الكافية. وسبب الفشل في إنتاج ما يكفي من المحاقن القادرة على الحصول على الجرعة السادسة المتبقية من اللقاح من كل قنينة لقاح إخفاقات كثيرة في الإنتاج أبرزها الوباء. هل ينبغي إذن أن نمدح الرأسمالية على نجاحها أم نلعنها بسبب فشلها؟
تفاخرت البلدان الرأسمالية بثرواتها وقدرتها الإنتاجية كمقياس لنجاح أسلوب حياتها، كما لو كانوا قد وصلوا إلى ذروة التطور، وأطلقوا على أنفسهم اسم العالم الأول، أو حتى العالم المتقدم، لتمييز أنفسهم عما يسمى بالعالم الثالث أو العالم المتخلف. لقد تحدّوا أي متشككين للنظر في النمو الاقتصادي الهائل الذي بدأ في عصر اقتصاديات السوق الحرة لآدم سميث. سنة بعد سنة، يزداد إنتاج العالم بشكل أسرع وأكثر، ولكن إذا زادت ثروة العالم، هل أصبح الإنسان أكثر ثراءً بنفس القدر؟
على الرغم من حرق موارد الكوكب الثمينة ووضعها في أيدي الناس لفترة قصيرة متبوعة بإعادتها إلى البيئة كأنواع مختلفة من التلوث، إلاّ أن العديد من الاحتياجات الأساسية للإنسان لم تتم تلبيتها. كان من المفترض أن تضمن آلية السعر هذه الاحتياجات، ولكن من الواضح أنها لم تفعل ذلك. ومن ثم، في بداية الوباء، أغلقت المصانع بينما الأقنعة التي كان من الممكن أن توقف انتشار الوباء لم يتم إنتاجها أو تفويضها في معظم البلدان بسبب نقص الإمدادات. وبينما تمكّن العلم من إنتاج لقاحات فعالة، إلا أن المصانع التي كان ينبغي بناؤها في جميع أنحاء العالم لإنتاجها لم يتمّ ترخيصها، وتتصرف الدول الرأسمالية الغنية مثل القراصنة المحاربين للحصول على حقوق حصرية لأنفسهم. والاتهامات المتبادلة الغاضبة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن لقاح استرازينيكا هي أحد الأمثلة على ذلك.
عندما أرسل الله سبحانه وتعالى رسلاً إلى الأقوام، كان يرسل لهم آيات الإعجاز ليهزمهم في لعبتهم، فأرسل موسى عليه السلام إلى فرعون بمعجزة العصا، وعندما استحضر خيرة سحرة فرعون ونشروا الرعب لتخويف النبي، ألقى موسى عصاه أمام السحرة وأكل سحرهم فآمنوا ﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾.
إنّ محمداً ﷺ هو آخر الرسل، وكانت معجزته القرآن الذي تحدّى العرب فيه في ذلك الوقت، وجعل الوحي هو المصدر الأبدي لهداية الإنسان في تنظيم شؤون حياته. لقد أُهمل هذا الكتاب لمدة مائة عام، بينما سحر الكذبة البشرية بوعدهم بالثراء والازدهار للجميع، على الرغم من أن هؤلاء يتركزون في أيدي القلة. حان الوقت لكي يرى الجميع أن نظام الحياة المبني على الجشع وآلية السعر يفشل في إنتاج ما يحتاجه الإنسان بشدة، ويهدر موارد الكوكب في إنتاج ما لا يحتاج إليه. في الإسلام، يتم تشجيع المشاريع الحرة، ولكن في الوقت نفسه تخضع الصناعة للسياسة التي وضعتها الدولة، في حين إن الناس شركاء حقيقيون في منافعها سواء أكانوا أغنياء أم فقراء.
#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د.عبد الله روبين