الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النظام المصري يبرر فشله بزيادة السكان تلك الطاقة التي يهدرها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النظام المصري يبرر فشله بزيادة السكان

تلك الطاقة التي يهدرها

 

 

 

الخبر:

 

نشرت صحيفة المصري اليوم الثلاثاء 2021/2/16م، تحت عنوان السيسي يحذر من "خراب في خراب": (بتحملوا نفسكم فوق طاقتها وبعدين تثوروا)، ونقلت قول الرئيس المصري خلال افتتاح مجمع الإسماعيلية الطبي إن مصر لم تصل لمعدلات خفض الزيادة السكانية المطلوبة، وأشار إلى أن الزيادة السكانية تؤثر بشكل سلبي على كل القطاعات، متابعا (إنتوا بتحملوا نفسكم وأولادكم والدولة فوق طاقتها، وبالتالي تثوروا وتخرجوا للشوارع وتهدوا بلدكم، ويفضل المسلسل خراب في خراب، الناس عايزه تعيش، هنعيش إزاي؟) وختم تعليقه موجهاً حديثه للمصريين: "والله اللي بذلته الحكومة والله معتبر وعظيم، وضخم جداً وغير متوقع، كل الناس بتقول إزاي إنتوا عملتوا كده؟ وإزاي هتعملوا اللي عايزينه؟".

 

التعليق:

 

قبل أيام تحدث رئيس الوزراء المصري عن الزيادة السكانية واصفا إياها بالمشكلة التي تلتهم الاقتصاد معتبرا قناعة أن الطفل يولد برزقه نظرية خاطئة، رغم ثبوتها في الكتاب والسنة لا للطفل فقط بل لكل البشر وكل المخلوقات، ومدعيا أن الواقع يثبت عكسها رغم أن من يمعن النظر يدرك أن الواقع يصدقها ويؤكدها، وفي الأثناء نفسها خرج علينا النخب من الساسة والإعلاميين المضللين بالنغمة نفسها التي تعبر عما يمرَّر إليهم من قناة واحدة في محاولة لتصدير المشكلات للشعب وتبرير فشل النظام وعجزه عن علاج مشكلات مصر، حتى اقترح أحدهم على الرئيس المصري استصدار قانون يلزم الناس بإنجاب اثنين فقط، وقبل سنوات أطلقت الدولة مشروعا أسمته "2 كفاية" للحد من الزيادة السكانية التي تلتهم النمو الاقتصادي المزعوم.

 

حقيقة الزيادة السكانية التي يتهمها الرئيس المصري بأنها تلتهم جهود التنمية ويعلق عليها فشله في إدارة البلاد، أنها طاقة هائلة منتجة لو أحسن أي نظام استغلالها على الوجه الصحيح ولو كانت بلاده من أفقر الشعوب ولا تملك أي نوع من الموارد، فتكون الطاقة البشرية وحدها قادرة على إحداث نمو اقتصادي ملحوظ، فاليابان على سبيل المثال لا الحصر لا تملك نصف مساحة مصر ولا ربع مواردها وعدد سكانها أكبر من عدد سكان مصر ومعلوم للجميع حجم نموها الاقتصادي، بينما تملك مصر الموارد والمساحة الواسعة والتي تحتاج لهذه الطاقة البشرية لاستغلالها وإنتاج الثروة منها إلا أن هذا يحتاج لنظام جديد بفكر جديد يحسن التعامل مع تلك الطاقة البشرية.

 

إن الأزمة الحقيقية هي أزمة وجود هذا النظام نفسه بأفكاره ورموزه وأدواته ومنفذيه في حكم مصر، ففوق ما فيه من فساد وفشل هو نظام غارق في العمالة لا يرعى مصالح مصر وشعبها ولا يعنيه إشباع حاجاتهم ولا حل مشكلاتهم لا من قريب ولا من بعيد، بل كل ما يعنيه هو خدمة سادته في البيت الأبيض وتنفيذ ما يوكلونه إليه من مهام والتي منها ملف تحديد النسل، فبينما يقتل هذا النظام شعبه ولا يأبه لقضاياه ولا يحل مشكلاته ولا يعالج أزماته، فإنه يعالج مشكلات كيان يهود ويحفظ أمنه لأن هذا يرضي عنه سادته في البيت الأبيض، باختصار وجود النظام وعمالته هي سبب كل مشكلات مصر وهي الداء الذي يحتاج لعلاج، وعلاجه لا يكون إلا باستئصاله من جذوره وأن نستبدل به نظام الإسلام ودولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ النظام الوحيد القادر فعلا على التعامل مع طاقات الناس وتمكينهم من استغلال ثروات بلادهم ومواردها والانتفاع بها على الوجه الصحيح الذي ينهض بمصر والأمة بعمومها، فالأزمة هنا على حقيقتها هي أزمة في الأفكار التي تحرك هذه الطاقات الكامنة في الشعوب، وهذه الأفكار لا تملكها الرأسمالية الحاكمة ولا أدواتها من العملاء الخونة، بل يملكها فقط الإسلام بنظامه الذي يدعوكم له ويحمله بينكم حزب التحرير، وبهذا النظام فقط دون غيره تنهض مصر والأمة ويرى الناس جهود التنمية الحقيقية وقد صارت واقعا ملموسا. وقد كانت مصر قبل الإسلام وقبل الفتح في واقع يشابه ما تعيشه الآن وكان أهلها عبيدا في مزارعهم وحقولهم التي ينهب خيرها الرومان حتى فتحت مصر بالإسلام وأظلتها دولته فأطعمت الناس حتى مدينة رسول الله ﷺ عام الرمادة. فلا ولن تكون نهضة ولا نمو بغير أفكار ولا يصلح مع مصر وأهلها ولا يصلح حالهم غير أفكار الإسلام التي تترجم واقعها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. اللهم عجل بها واجعل مصر حاضرتها واجعلنا من جنودها وشهودها.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالخميس, 18 شباط/فبراير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع