الإثنين، 02 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
زيارة البابا إلى العراق... نَفْخٌ في رَمادٍ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

زيارة البابا إلى العراق... نَفْخٌ في رَمادٍ

 

 

 

الخبر:

 

قام بابا الفاتيكان بزيارةٍ تاريخيةٍ إلى العراق استمرت أربعة أيامٍ، كانت حافلة باللقاءات والتصريحاتِ صاحبها زَخَمٌ وصخبٌ إعلاميٌ كبير.

 

التعليق:

 

كانت الكنيسةُ أحدَ محاورِ الشرِّ الثلاثة التي استهدفت الأمةَ الإسلاميةَ وبالذاتِ في القرنين الثامن والتاسع عشر بالغزوِ الفكري والاحتلال العسكري.

 

تحالفَ الأشرارُ الثلاثةُ؛ الاستعمار والتبشيرُ والاستشراقُ، في تلك الهجمةِ الشرسةِ على الإسلام والمسلمين، بهدفِ القضاءِ على الدولةِ الإسلامية ومن ثَمَّ القضاء على الإسلامِ كقوةٍ عالمية على المسرح الدولي، وإعادة الهيمنةِ على بلاد المسلمين وإعادتها للهيمنة والنفوذ الغربي الرأسمالي الصليبي.

 

ولما تحققَ لثالوثِ الشرِّ ذاك إسقاطُ الخلافةِ الإسلاميةِ وإلغاء الشريعةِ وبسط نفوذهم واستعمارهم للبلاد الإسلامية في بدايات القرن العشرين المنصرم، دقّت أجراسُ الكنائس احتفالاً بالنصرِ وراحت تسبحُ في أحلامها بخلع الإسلام ومظاهره وجذوره من المشرق وعودةِ النصرانيةِ وهيمنتها إليه.

 

لكن الحقيقة التي غابت عن أعينِ المبشرين وكنائسهم، هي أن الرأسمالية الاستعمارية التي عملوا معها على احتلال البلاد الإسلامية، كانت قد قامت أصلاً على أشلاء الكنيسةِ والنصرانيةِ والثورةِ الدمويةِ عليها وعلى قساوستها، وأنها قد فصلت بين الدين والسياسة في نظامها العلماني الجديد.

 

نعم لم تلتفت الكنيسة إلى ذلك كله، ولم تلتفت إلى أنها كانت مجرد أداة في يد الدول الرأسمالية الاستعمارية ليس إلّا.

 

وما إن سقطت البلاد الإسلامية في قبضة الغرب الرأسمالي حتى بدأ الوجه الاستعماري البشع يبرز عبر أساليبه المختلفة لإحكام النفوذ وبسط الهيمنة.

 

ذاقت البلاد الإسلامية كلها ويلات الحروب والتقسيم والنهب والشرذمة والتقسيم الوطني والقومي والطائفي والمذهبي والفساد السياسي والديكتاتورية الدموية والحروب البينية.

 

تلك الويلات لم يسلم منها عامةُ النصارى كما لم يسلم منها عامة المسلمين، وظل الغرب الاستعماري الرأسمالي يستخدم النصارى كمجرد أداةٍ له في المنطقة لتنفيذِ خططه غيرَ آبِهٍ بهم وبحياتهم ومستقبلهم.

 

وأخذت أحلام الكنيسة تتبخرُ يوماً بعد يومٍ وهم يرون تناقص عدد النصارى في المنطقة، سواءً بالقتلِ في الحروب التي أشعلها الغرب والصراع الطائفي المدفوع، أو عبر ما ترتب على ذلك من هجرةٍ جماعيةٍ وفردية.

 

عشرات المؤتمرات للكنائسِ العالمية ومليارات الدولارات وجهودٌ مضنيةٌ علّها تحولُ دون تناقص النصارى في البلاد الإسلامية ذهبت أدراج الرياح.

 

نظرةٌ فاحصةٌ إلى الإحصائيات الديموغرافية تكشف أن نصارى الشرق قد حافظوا على وجودهم هناك في ظل الدولة الإسلامية قروناً طويلة، بينما تناقص عددهم بشكل كبير ولا يزال يتناقص فقط بعد هيمنة الدول الغربية الرأسمالية على المنطقة.

 

إذاً تبخرت أحلامُ الكنيسةِ التى داعبتها قبل قرنٍ من الزمان بعودةِ النصرانيةِ إلى المشرق وطمسِ معالم الاسلام.

 

أما فرحةُ الكنيسة ومعها المستعمرون والمستشرقون بهدم الخلافةِ فها هي تلك الفرحة تغيب عن وجوههم وهم يرون بأمِّ أعينهم أن الحياةَ تعودُ إلى الخلافةِ اسماً ومسمّى ودعوةً ودعاةً ومشروعاً.

 

ها هي دعوةُ الخلافة تصمُّ آذانهم في مشارق الأرض ومغاربها.

 

ها هي راياتُ الخلافةِ تملأ الآفاقَ مؤذنةً برفعها على صواري قصور الخلافةِ وثكناتِ جيوشها.

 

ها هي الخلافة وبعد مئةِ عامٍ على إسقاطها تصبح الكابوس اليومي لمن احتفل بهدمها قبل مئة عام.

 

على البابا وكنيسته أن يدركوا أن الصراع الحضاري في بلاد المسلمين قد حُسمَ ومنذ أربعةَ عشر قرناً لصالح الإسلام. أما الصراع العسكري أو السياسي فهو دولٌ.

 

على البابا وكنيسته أن يدركوا أنهم ينفخُون في رماد، فلا على النصارى في المشرق أبقى ولا على الإسلام قضى.

 

وصدق الله العظيم ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

 

#أقيموا_الخلافة

#ReturnTheKhilafah

#YenidenHilafet

#خلافت_کو_قائم_کرو

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس إسماعيل الوحواح

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا

آخر تعديل علىالثلاثاء, 09 آذار/مارس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع