- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تونس: الرؤساء والسفراء ومعارك طواحين الهواء!
الخبر:
أشرف وزير الداخلية بالنيابة ورئيس الحكومة، هشام المشيشي، يوم السبت 06 آذار/مارس 2021، على إحياء الذكرى الأولى لاستشهاد الرائد توفيق الميساوي على إثر عملية إرهابية أمام السفارة الأمريكية.
وتم إعطاء إشارة انطلاق إنجاز النصب التذكاري للشهيد كما تم إطلاق اسمه على الشارع الذي جدت فيه العملية الإرهابية. وبين هشام المشيشي وزير الداخلية بالنيابة ورئيس الحكومة أن الإرهاب لا يزال يهدد بلادنا مشيرا أن بلادنا ليست بمفردها في مجابهة هذه الآفة بل يساندها في ذلك المجتمع الدولي.
وفيما يتعلق بمطالبة رئيس الجمهورية قيس سعيد له بالاستقالة كشرط لانطلاق الحوار أشار المشيشي إلى أن استقالته مسألة غير مطروحة لأن بلادنا في حاجة إلى الاستقرار وإلى حكومة تستجيب لتطلعات الشعب.
هذا وشدد أنه لن يتخلى عن مسؤوليته تجاه الدولة والمؤسسات الديمقراطية واستحقاقات الشعب.
كما أضاف هشام المشيشي أن حكومته منكبة على العمل وهي تعمل على وضع برنامج إصلاح اقتصادي عن طريق إعداد اللقاءات مع الجهات المانحة والعمل مع الشركاء الاقتصاديين لتونس، والإعداد لحوار مع الشركاء الاجتماعيين حول قيادة هذه الإصلاحات وخاصة في المؤسسات العمومية. هذا وقال المشيشي: "أنا لا أجيد المعارك ضد طواحين الهواء ولا أهتم بها".
من جانبه عبر سفير الولايات المتحدة الأمريكية دونالد بلوم عن تقديرهم لتفاني جميع قوات الأمن وتضحياتهم الجسيمة في حماية تونس وضيوفها. هذا وأكد على التزام حكومة الولايات المتحدة بتعميق شراكتها المتينة مع الحكومة التونسية وبمواصلة مساندتها في المعركة المشتركة ضد الإرهاب. (إكسبرس أف أم).
التعليق:
إنه لمن المخجل بل من المخزي حقا، أن يستمرئ الرؤساء في تونس مشهد الرداءة السياسية الذي وصلت إليه البلاد، حيث أصبح تبادل إطلاق الصواريخ الكلامية على الملأ أمرا عاديا، بل صار يتم على منصات السفراء الأجانب في بلادنا!
فبعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الدولة قيس سعيد في اجتماعه بسفراء دول الاتحاد الأوروبي وما تضمنته من حديث مُطنب حول الصراعات الداخلية بنبرة غاضبة تم خلالها الاعتداء بالفاحشة على اللغة الفرنسية، يأتي رئيس الحكومة هشام المشيشي وهو يقف إلى جانب سفير أمريكا ليردّ على دعوات إقالته من قبل رئيس الدولة بالتأكيد على أن ملكه "باق ويتمدد"، بل ليعتبر ضمنيا بأن الانشغال بكلام من يفترض أن يكون قائدا أعلى للقوات المسلحة هو أشبه بخوض معركة ضد طواحين الهواء!
إن هذا التطاحن السياسي الذي تديره السفارات الأجنبية في تونس من أجل تشكيل مشهد العبث السياسي عبر أشباه الإعلاميين والسياسيين، لهو إصرار من الكافر المستعمر على إشغال الشعب عن إتمام ثورته بالإسلام، وهو إخراج رديء لصراعات وهمية وشكلية مهما كثر الصخب وتعالت الأصوات، ما دام النظام الجمهوري العلماني قائما، ودستور التوافق الديمقراطي محكّما.
إن هؤلاء الرؤساء، الذين يستمدون قوة خطاباتهم السياسية من تزكية السفراء، ويستعرضون عضلاتهم وبطولاتهم الكلامية تشبّهاً بالزعماء، يخوضون جميعهم معارك ضد طواحين الهواء. أقوالهم جعجعة بلا طحين، وأفعالهم السياسية منفصلة عن الدّين، لا تخدم برامجهم وأجنداتهم سوى من يتربص بالإسلام والمسلمين، ويحول دون إقامة هذا الدين المتين. ولكن الخلافة الراشدة كفيلة بإذن الله بإنهاء مسار اللعب الديمقراطي الذي يفرضه الاستعمار عبر وكلائه، وإعادة أبناء الأمة إلى الجادّة، إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. وسام الأطرش – ولاية تونس