الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
فكرة المساواة بين الجنسين وهمٌ وخيال

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فكرة المساواة بين الجنسين وهمٌ وخيال

 

 

 

الخبر:

 

لقد كان الهبوط على القمر ممكنا، بحسب تقرير للأمم المتحدة، إلاّ أنّه لم تستطع أيّ دولة من دول العالم تحقيق هدف المساواة بين المرأة والرجل!

 

حقيقة صادمة بالنسبة للكثيرين أعلنتها الأمم المتحدة في معرض احتفالها بيوم المرأة العالمي في الثامن من آذار/مارس الجاري.

 

وكان أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، قد عبّر عن أمله بأن يكون القرن الحادي والعشرون هو قرن المساواة بين الجنسين إلاّ أن إحصائيّات الأمم المتحدة، حتى الآن مخيّبة للآمال إذ جاء فيها "بمعدل التقدم الحالي، سيستغرقنا الأمر 130 عاماً آخرين لتحقيق المساواة من حيث النوع الاجتماعي".

 

التعليق:

 

إنّ فكرة المساواة بين الجنسين من حيث تحقيقها لا تبدو فكرة منطقيّة أو عقليّة صالحة للتطبيق، لأنّ طبيعة الجنسين مختلفة ومتفاوته فلا يصحّ تقييدهما بالظروف والخصائص نفسها رغم الفروقات الواضحة بينهما، لذا كانت فكرة تحقيق المساواة فكرة تعسّفيّة وظالمة لما فيها من إنهاك لجنس المرأة خصوصا، وإرهاق لقدراتها وتحميلها فوق طاقتها وإجبارها على خرق فطرتها وتركيبتها للتساوي مع الرجل الذي هو في الأصل جنس مختلف عنها من حيث القدرات والطاقات.

 

ورغم أنّ الغرب يدّعي لنفسه العلم والعقلانية والتنوير، إلّا أنّ فكرة المساواة لم تكن نتيجة علميّة تجريبيّة ولا عقلانيّة ولا فهما وتحليلا لطبيعة الجنسين، بل كانت وليدة ثورته ضدّ الأديان والقيم والموروثات الفكريّة، وكانت ولا تزال ثقافة راسخة في حضارته بأنّ المرأة كائن لا يتساوى مع الرجل، لذلك كان إنكار الدين أو فصله أو القطع معه نقطة مفصليّة وأجندة موصى بها في سبيل تحقيق هدف المساواة المفقودة.

 

وإنّ صعيد البحث في موضوع المساواة بين الجنسين ليس تحقيق التكافؤ ونبذ التمايز وإنما فهم طبيعة الجنسين وتنظيم طبيعة العلاقات بينهما بشكل يحقق التكامل والانسجام ويحفظ حقوق وواجبات كلّ منهما.

 

فالإسلام ينظر للرجل والمرأة على أنهما كيان واحد هو الإنسان، وهذا الإنسان مكون من نوعين؛ ذكر وأنثى ولكنهما غير متساويين في التكوين وبعض القدرات والطاقات وبالتالي يستحيل أن يتساويا في بعض التكليفات والمسؤوليّات.

 

فالمرأة عندنا تماثل الرجل في أمور وتفارقه في أخرى، وأكثر أحكام الشريعة الإسلامية تنطبق على الرجال والنساء على السواء، وما جاء من التفريق بين الجنسين ينظر إليه المسلم على أنه من رحمة الله وعلمه بخلقه وينظر إليه الكافر المكابر على أنَه ظُلْم وتمايز.

 

هذا الفهم لا يمكن أن يُدركه إلا المسلم، أما الغرب الكافر فيقرأ الأحداث والنتائج والعلاقات وفق قواعد الحسّ المجرّد عن الإيمان بالله ووجوب تدخّل الخالق لتنظيم علاقات العباد، فكانت فكرة المساواة فكرة ماديّة منبتّة عن جذور الإسلام، فلا نجعل واقع الغرب وأفكارهم أو ما اعتبروه حلولا لأزماتهم منطلقا لتفكيرنا نقرأ على ضوئه مشاكلنا وأزماتنا.

 

فما ينظر إليه الغرب على أنّه تغييب لدور المرأة ومكانتها وانعدام فرص التكافؤ مع الرجل يجب أن ننظر له نحن بأنّه تغييب لدور أمّة بأكملها بنسائها ورجالها وطاقاتها، وما ينظر إليه الغرب بأنّه قضيّة للمرأة يجب أن ننظر إليه بأنّه تحريف وتقزيم لقضايا أمّتنا ومجتمعاتنا، وأمّا ما يصفونه بالظلم والاستبداد في مجتمعاتنا فنحن لا ننكره لأنّه من صنع أنظمة ظالمة مستبدّة جاهليّة تابعة للغرب نفسه وساحقة للمرأة والرجل على السواء.

 

أمّا المساواة فبضاعة مردودة لأصحابها ولو كان فيها خير لنفعت أهلها لكنّها فكرة واهية خياليّة تساوي بين البشر والأشياء. أمّا عدل الإسلام فهو ما يُحقق التوازن في حياة البشر ويوجد الطمأنينة ويشيع الرحمة ويكلّف كل إنسان ما يطيقه ويرفع عنه ما لا يطيق، ولا يتحقق ذلك إلاّ في ظل النظام الإسلامي السياسي المتمثل في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 نسرين بوظافري

آخر تعديل علىالأحد, 14 آذار/مارس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع