- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا وروسيا.. اختلاف في الحسابات والمصالح وتوافق على حرب الإسلام ووأد ثورة الشام
الخبر:
أكد السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، أن "الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت سوريا كفخ للإيقاع بروسيا ضمن المستنقع السوري".
وأضاف فورد، في حديث خاص لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الأمريكيين لم يتدخلوا في سوريا حينما تدخلت روسيا بشكل مباشر، في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2015، لرغبتهم بجعل روسيا تغرق ضمن المستنقع السوري، كما حصل مع الأمريكان في "فيتنام".
التعليق:
معلومٌ أن دخول روسيا إلى سوريا عام 2015 كان بالتنسيق مع أمريكا بعيد لقاء أوباما مع بوتين، وكان ذلك للحيلولة دون سقوط نظام الطاغية عندما أدركت أمريكا أن أدواتها من أعداء وأصدقاء لم تستطع إيقاف انحدار عميلها أسد نحو الهاوية، وهم الذين كانت تتلطّى خلفهم كي لا يظهر حقدها على الإسلام وأهل الشام وثورتهم، إضافة لذلك كانت تريد إيقاع روسيا في "المستنقع السوري" لحسابات معينة لها مع روسيا.
تدخّل روسيا كان أملاً منها للعودة للعب دور على المسرح الدولي بعد تهميش طويل، وظناً منها أنه بخدمتها لأمريكا في سوريا سيدفعها لتخفيف الضغوطات والعقوبات عنها، إضافة إلى توافق أمريكا وروسيا في حربهما على الإسلام وخشيتهما من أن تتوج ثورة الشام بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام عبر دولة الخلافة، وخاصة مع معرفتهما بوجود حزب سياسي عالمي عريق يسعى لتوحيد جهود الأمة لبلوغ مرادها، هو حزب التحرير.
تدخلت روسيا بعنجهية بوتين الذي راح يستعرض عضلاته ظناً منه أنها ستكون مجرد نزهة إجرام قصيرة لن تطول أكثر من ثلاثة أشهر، وها هي السنة السادسة على التدخل، تخبط روسي وإدراك للمكر الأمريكي، مع فاتورة باهظة للتدخل بدأت تنعكس على الداخل الروسي نفسه، دون أفق قريب، كون روسيا لم تتمكن من قمع نبض شعب ثائر أقسم أن يسقط كل طاغية جبار، رغم كمية الحمم والقذائف والصواريخ والأسلحة التي استخدموها على أرض الشام بمباركة بل بمشاركة دولية ومظلة أممية.
أمريكا لا تزال توزع أقذر الأدوار على المجرمين لوأد الثورة، وهي لا تريد لروسيا حالياً أن تخرج حتى تؤدي ما تريده أمريكا من حماية النظام ريثما ينضج البديل الأمريكي العميل والظروف التي تضمن له الاستقرار دون مفاجآت تطيح بمكر أمريكا لوأد ثورة الشام لعشر سنوات كاملة.
لكن حين ترى أمريكا أن روسيا بقيادة الأحمق بوتين قد حققت لها غايتها، حينها ستعمل على إخراجها صاغرة من سوريا بخفي حنين. طبعا هذا مكر المجرمين، ومكرهم إلى بوار بإذن الله، وهذه مخططاتهم التي ستبوء بالفشل بإذن الله ما دام نبض الثورة يجري في عروق أهل الشام، ولا ينقصهم إلا نفض أيديهم مما يسمى "المجتمع الدولي" شريك نظام الإجرام في صنع مأساتنا بقيادة أمريكية تهدف لفرض الحل السياسي القاتل علينا، ممثلاً بالقرار الأممي 2254، كونه يثبت أركان النظام، ويبقي على المؤسسات الأمنية والعسكرية جاثمة على صدور الناس، سواء أبقي رأس النظام أو جاءت أمريكا ببديل عميل جديد. مع وجوب قطع الحبال مع من يزعمون نفاقاً صداقتنا، ووصلها بالله سبحانه عبر تبني مشروع واضح من صميم عقيدة الأمة يرسم لها طريق الخلاص، هو مشروع الخلافة لا غير، الكفيل بتتويج تضحيات أهلنا بإسقاط نظام الكفر والقهر والجور وإقامة حكم الله في الأرض عبر دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فخلاصنا بأيدينا لا بأيدي أعدائنا الذين يتربصون بنا الدوائر.
قال تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ناصر شيخ عبد الحي
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا