الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
(وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾

 


الخبر:


قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن المدارس في بلاده ستغلق لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، وذلك في إطار قيود جديدة لمواجهة زيادة في عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19.


وقال ماكرون إن المدارس ستنتقل إلى التعليم عن بعد اعتبارا من الأسبوع المقبل.


كما قررت السلطات تمديد إجراءات الإغلاق، التي بدأ تطبيقها في بعض مناطق فرنسا في وقت سابق من آذار/مارس، لتشمل مناطق أخرى.


وستُغلق جميع المتاجر غير الأساسية من يوم السبت، وسيكون هناك حظر على الابتعاد عن المنزل لمسافة تزيد عن 10 كيلومترات دون سبب وجيه. (بي بي سي)

 

التعليق:


بعد أكثر من سنة على حالة الطوارئ التي عمت العالم لمواجهة فيروس كوفيد-19 والجهود الدؤوبة للسيطرة على الوباء ومحاصرته لوقف انتشاره، لا زالت دول العالم وخاصة الدول التي تعرف بأنها دول متقدمة تظهر فشلها في ذلك؛ ذلك أن الأساس الذي تنطلق منه لمحاربة الوباء ليس خالصاً لمصلحة البشرية بل هناك أهداف أخرى تعرقل السير الصحيح لتحقيق الغاية. فسوء التقدير لخطر المرض وتأثيره على الحياة اليومية للناس، ثم تأثير إغلاق البلاد على الاقتصاد، ثم إمكانية تعويض الخسائر المادية للرأسماليين عن طريق إيجاد العلاج أو التطعيم الوقائي واستغلاله لتحقيق الأرباح الفاحشة، كلها أثرت على السير الصحيح لمواجهة المرض.


هذه هي حقيقة الذين يؤلهون أنفسهم دون الله تعالى فيذرون نظامه الرباني الذي حاربوه وهدموا دولته ولا زالوا يحاربون عودته ليرعى شؤون الناس بالحق، وتبنوا أنظمة بشرية وضعية تقوم على الفردية، ولا تحيط علما بما ينفع الناس ولا ما يصلحهم؛ تدعي العلم والمعرفة ثم يظهر فشلها حين توضع على المحك! فكم عانت البشرية ولا تزال من حلولهم الزائفة وذاقت الأمرين؟ حاولوا حل مشكلة البطالة في بلدانهم باستعمار البلاد الأخرى لنهب ثرواتها واستعباد شعوبها ولما اشتد التنافس بين هذه الدول على الاستعمار أوقعوا العالم في حربين عالميتين أزهقتا الأرواح واستنزفتا الثروات؛ إذ أفقدتهم الحروب الطاحنة ما أملوا بكسبه جراء الاستعمار من أموال طائلة تعينهم على النهوض بشعوبهم وتقوية اقتصادهم فكانت النتيجة فقراً وظلماً عم العالم وانهياراً لاقتصاد الطامعين الذين أنفقوا أموالهم على التسلح والحروب بدل استغلالها في توفير الحياة اللائقة لشعوبهم كما كانت غايتهم بداية كما كانوا يدعون، فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار! حاولوا التوجه للفضاء الخارجي لعلهم يستعمرون العوالم الخارجية من أقمار وكواكب، فكانت أبحاثهم وتجاربهم ورحلاتهم التي ادعوا قيامهم بها، كانت استنزافا للأموال ولم نر حتى الآن لا رحلات للقمر ولا مستعمرات على المريخ! طوروا الأسلحة لحماية بلادهم حسب زعمهم فكانت وسائل لاحتلال البلاد واستعباد الشعوب. أما أبحاثهم في الطب والصيدلة فكانت نتائجها احتكارا لهذه الخدمات السامية وحرماناً لمن لا يملك الثمن. فأي رعاية هذه التي تهتم بالإنتاج ولا تحسن التوزيع، تغطي رعايتها البعض وتتجاهل الآخرين؟!


حملوا شعار تحرير المرأة ومساواتها بالرجل لتساهم في نهضة البلاد وتقوية الاقتصاد وجيشوا لهذا الشعار ما يستطيعون من قوى وإمكانات وأصدروا لها القوانين والفرمانات، فأوقعوها فيما لم يسبق لها أن عانته من استغلال ومعاناة وشقاء، فصارت سلعة تباع وتشترى ومادة للدعاية وترويج المنتجات، وحملوها مسؤولية نفسها وعائلتها، نفقة وحماية ورعاية فأنَّت تحت هذه التبعات الثقيلة وباتت تتمنى لو أنها لم تحصل على ما يسمونه حقوق نساء، فأسرتها تفككت وأطفالها تشردوا... فشل آخر في حل مشاكل المجتمع. ولو أردت تعداد المشاكل وحلولهم الفاشلة لاحتجت لصفحات وصفحات، ولا عجب؛ فإن كانت الغاية مفخخة فالنتيجة ستكون كارثية ومدمرة.
وها هو فيروس كوفيد-19 بطل المعركة التي يواجهها العالم اليوم، والتي تواصل إثبات عجز هذه الأنظمة الوضعية وأصحابها عن حل أي مشكلة يواجهونها بل أبعد من ذلك وهو خلق المعاناة تلو المعاناة من جراء حلولهم السقيمة.


ولا زال كوفيد يتحدى الدول المتقدمة والأنظمة المؤلهة، ويكشف عجزها وفشل حلولها وسوء رعايتها، وبإذن الله سيضع هذا الوباء إسفينا آخر في نعش النظام العالمي المعاصر ويؤهل العالم لاستقبال النظام الرباني المبني على العبودية لله الخالق المدبر والذي يتضمن العلاج الصحيح لكل ما يواجه البشرية من مشاكل وتحديات، وفي ظل نظام الحكم فيه، الخلافة، سيوفر الرعاية الحقة للبشر فيسهر على راحة الرعية وطمأنينتها ويوظف كل طاقاته لحمايتها من كل ما يتهددها وغايته من ذلك واحدة؛ رضوان الله تعالى.


اللهم عجل لنا بها، إنك سميع مجيب.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة

 

آخر تعديل علىالخميس, 01 نيسان/ابريل 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع