- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
البرهان: اتفاق السلام لا يمنع الهوية الإسلامية
الخبر:
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان في مقابلة أجرتها معه قناة الحدث يوم الجمعة 2021/04/16م: "اتفاق السلام لا يمنع الهوية الإسلامية" وأضاف: "موضوع فصل الدين عن الدولة يتعلق بوحدة الدولة" وقال: "هناك دول إسلامية من الجوار لديها تجارب، ووجدنا أن الإسلام دين سمح ووسطي، ويدعو للاعتدال وليس التطرف وينبذ الإكراه، وهذا ما يجب أن ننظر إليه".
وأضاف: "ليس الكلام عن تطبيق الحدود أو خلافه، كل هذا الكلام لا يمنع حرية الاعتقاد، ولا يمنع الهوية الإسلامية وإقامة الشعائر الدينية".
وعند سؤاله حول من يقرر هذا الأمر، لا سيما أن السودان بفترة انتقالية، قال البرهان؛ إنه "من المسؤول عن وحدة السودان بهذا التوقيت وإدارة الدولة؟ حتما هي الحكومة بمكوناتها المختلفة، وإذا ارتأت أن هذا الأمر سيمنع تشتت السودانيين والحرب والأزمات، ومتى ما تشكلت الحكومة المقبلة، ستقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة بهذا الصدد". (عربي21 السبت 2021/04/17م).
التعليق:
اتفاق السلام الذي وقّعه البرهان مع الحلو رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال الذي تضمن النص على فصل الدين عن الدولة، وعدم تبني الدولة دينا رسمياً، والقول بأن هذا الاتفاق لا يمنع هوية السودان الإسلامية، فيه مغالطات كثيرة، فقد تم الاتفاق على العلمانية وإبعاد الدين عن الدولة والمجتمع؛ وهو الأساس الذي تم الاتفاق عليه، بناءً على اختلاف الأعراق والثقافات وديانات أهل السودان وما إلى ذلك من ترهات العلمانيين وعملاء الغرب الكافر والمضبوعين بثقافته. فهذا تغافل واضح عن هوية البلد الإسلامية، فالإسلام دخل السودان منذ فجره الأول وصهر كل مكوناته بالإسلام وصارت الثقافة الإسلامية وحدها هي ثقافة أهله كما هي في جميع البلاد الإسلامية حتى هدم دولة الخلافة وتمزيق بلاد المسلمين إلى دويلات وطنية حكمها الكافر بنفسه، أو أوكل من يحكمها باسمه بأنظمته وثقافته، ورغم كل ما فعله المستعمر الإنجليزي في السودان لم يستطع تغيير هوية أهل السودان الإسلامية.
أما قوله بأن الحكومة بمكوناتها المختلفة هي التي تملك حق فصل الدين عن الدولة إذا رأت أن الأمر سيمنع تشتت السودانيين والحرب والأزمات، إن هذا القول يتناقض مع فكرة الديمقراطية التي يتشدقون بها، فالأغلبية لها حق الحكم لأنها الأكثر عدداً، حسب زعم منظّري الفكر الغربي الرأسمالي من أمثال جون لوك وسميث ليندمان، فأغلب أهل السودان يعتنقون الإسلام منذ أمد بعيد ويتطلعون لتنفيذه في أرض الواقع ويرفضون تنفيذ أحكام الكفر وفصل الإسلام عن الدولة والمجتمع، والحكام هم عملاء وأتباع للغرب، لا يسوسون الأمة إلا بما يريده الغرب الذي نصبهم حكاماً عليها. وهم يسعون لتنفيذ مخططاته الرامية لإبعاد الإسلام عن الحكم وتمكين أنظمة الكفر في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها، وتمزيق البلاد ونهب الثروات.
إن الوقوف ضد مشاريع الغرب الكافر التي تجعل بلادنا علمانية سافرة، وتمزقها عبر ما يسمى بالفيدرالية، والحكم الذاتي لا يكون إلا بالعمل الجاد مع حزب التحرير؛ لتحرير الأمة من أنظمة الكفر، ومؤامرات المستعمرين وأذنابهم في الداخل، بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تقطع يد العابثين بهوية الأمة، وتحمل الإسلام رسالة هدى ونور للعالم أجمع.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مجدي صالحين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير