- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام في الأردن على خطا الهالكين من قبله
يميز بين الناس في التعامل
الخبر:
في مستهل مقابلة مع قناة "فرانس 24" نشرت الثلاثاء، ذكر رئيس مجلس الأعيان الأردني، فيصل الفايز، أن سلطات البلاد لا تنوي محاكمة ولي العهد السابق، الأمير حمزة بن الحسين، على خلفية الأحداث الأخيرة، قائلا إنه ليس قيد الإقامة الجبرية، ولفت الفايز إلى أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، "ارتأى أن يتم حل المشكلة من خلال العائلة الحاكمة"، وأن هناك ما بين 14 إلى 18 متهما ستتم محاكمتهم.
التعليق:
بعيداً عن التحليل السياسي للمسرحية التي أساء النظام في الأردن إخراجها، والتي ادعى فيها تعرض أمنه واستقراره لمؤامرة من مجموعة من الأشخاص وعلى رأسهم الأمير حمزة بن الحسين، الذي تُرك في بيته آمناً، وزُج بغيره في السجون، حيث اعتقل على أثرها ما بين 14 إلى 18 متهما ستتم محاكمتهم في محكمة أمن النظام المسماة زوراً "محكمة أمن الدولة".
وهنا سنعالج الخبر من زاوية عقلية الحكم والرعاية التي ينتهجها هذا النظام في التعامل مع الناس بغض النظر عن رأينا في أطراف القضية، فعقلية الحكم عند هذا النظام أنه ميز بين أفرادها؛ شخص يتهمه بأنه ضالع في المؤامرة ويتركه حراً طليقاً، لأنه أخوه وهناك من يحميه ويدعمه، وآخرون يرمون في غياهب السجون، ويساقون لمحكمة أمن النظام ليحاكموا.
إنها العقلية الجاهلية في التمييز بين الناس الجالبة للهلاك والدمار، وهو عين ما حذر منه الرسول محمد ﷺ حيث قال: «فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَإِنِّي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا»، نعم النظام في الأردن يسير في عقلية حكمه على خطا الهالكين من قبله، الذين حذر الرسول الكريم ﷺ منهم، الذين يميزون بين الناس في التعامل والتقاضي، ومصيره بعون الله كما أخبر رسولنا الكريم الهلاك لا محالة.
وفي الختام ندعو أهلنا في الأردن أن يشمروا عن ساعد الجد لإقامة نظام أقسم من أقامه بقوله: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا»، خلافة راشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ عمر محمد الفاروق – ولاية الأردن