- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المسوغ وراء إغلاق المساجد هو مسوغ موهوم وباطل شرعاً
الخبر:
الغد – نظمت هيئة شباب كلنا الأردن، حوارية، بعنوان فضائل شهر رمضان المبارك "نفحات رمضانية".
وتحدث خلال الحوارية وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن الدكتور محمد الخلايلة، بحضور مدير عام هيئة شباب كلنا الأردن عبد الرحيم الزواهرة.
وقال وزير الأوقاف، خلال الجلسة، إن شهر رمضان هذا العام يأتي في ظروف قاسية وعلينا جميعا أن نتحمل وأن نعي ونقتنع بالمسوغ الشرعي لإغلاق المساجد، مشيراً إلى الفتاوى الخاصة بذلك، من مجمع الفقه الإسلامي ودور الإفتاء.
التعليق:
لا يزال وزير الاوقاف، يستغفل عامة الناس بكلام سطحي ليس له أي اعتبار شرعي، ولقد سبق أن وضحنا عدم جواز تعطيل فروض الجمع والجماعات، وما يجب فعله من إجراءات يعزل بها المصابون عن غيرهم. فأين المسوغ الشرعي والعقلي والمنطقي يا وزير الأوقاف في منع صلاة الفجر يوم الجمعة والسماح بها يومي الخميس والسبت وباقي أيام الأسبوع؟!
وأين المسوغ في منع الصلاة وقت العشاء والسماح بها في باقي الأوقات؟!
ألهذه الدرجة وصل الأمر في الاستخفاف بعقول الناس؟!
إن دور وزير الأوقاف هو دور شاهد الزور على الأوامر التي تُملى عليه ولا طائل له برفضها، فيُحاول تبرير ذلك شرعاً بما ينسجم مع توجهات النظام؛ فهذه القرارات لم تخرج بناء على النظر في الأدلة الشرعية واستنباط الحكم الشرعي منها، وإنما كان المرجع في إصدار الفتوى هو قوانين الدفاع التي تُفرض على الناس بالإكراه وتُضيق عليهم في معيشتهم.
إن الاجتهاد الشرعي المنضبط يكون وفق الأدلة التفصيلية من مصادر التشريع المعتبرة، وليس وفق أوامر الدفاع، وإنه من الدجل والافتراء على دين الله، أن تقرر وزارة الصحة إغلاق المساجد وفق توصيات لجنة الأوبئة ثم بعد ذلك يتم البحث عن مسوغات شرعية؛ فالأصل بأن دور لجان الأوبئة ينحصر في بيان المناط المتعلق بالحكم ثم يقوم المجتهد بتحقيق المناط، وهو إنزال الحكم الشرعي على واقعه، وليس العكس كما هو حاصل.
قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا﴾، قال القرطبي: "وَعَلَى الْجُمْلَةِ، فَتَعْطِيلُ الْمَسَاجِدِ عَنِ الصَّلَاةِ وَإِظْهَارِ شَعَائِرِ الإسلام فِيها، خَرَابٌ لها".
اللهم إنا نسألك علماء أمثال العز بن عبد السلام وعبد الله بن المبارك، علماء ربانيين صادقين صادعين بالحق لا يخافون في الله لومة لائم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عمر محمد