- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الهند بحاجة إلى مبدأ الإسلام
البديل لحماية شعبها من أزمة الرعاية الصحية
(مترجم)
الخبر:
يفوق الطلب على الأكسجين في دلهي، وأوب، وغوجارات، وهاريانا العرض؛ وقد عقد رئيس الوزراء مودي اجتماعاً للأزمة، حيث تظهر السجلات، أن الطلب على الأكسجين الطبي زاد بنسبة 18 في المائة خلال الأيام الستة الماضية عبر 12 ولاية، والتي تمثل 83 في المائة من الحالات النشطة في البلاد. (إنديان إكسبرس، 24 نيسان/أبريل 2021)
التعليق:
حطمت الهند الرقم القياسي العالمي لمعظم حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد الأسبوع الماضي، متجاوزة 330 ألف حالة جديدة يوم الجمعة 2021/04/23، وهو أعلى رقم ليوم واحد لأي دولة منذ بدء الوباء بالإضافة إلى 2104 حالة وفاة في يوم واحد، كل هذا يظهر أن الهند تواجه نقصاً حاداً في إمداد الأكسجين. إن الأربع ولايات في الهند (دلهي، وأوب، غوجارات وهاريانا) الأكثر تضرراً من كوفيد تكافح نقصاً حاداً بين الطلب والإمداد بالأكسجين في مستشفياتها. تقول الحكومة الاتحادية إن الهند لديها مخزون كافٍ من الأكسجين. يعني أن أزمة الأكسجين الكارثية في الدولة مصطنعة للاستغلال أو بسبب عرقلة حركتها السلسة بسبب الإهمال وسوء الإدارة. هذه السلعة الأساسية للحفاظ على حياة الإنسان لا تصل إلى جميع مرضى كوفيد ذوي الحالات الحرجة الذين يدخلون المستشفيات، مما يتسبب في وفاتهم بأعداد كبيرة. وهذا يرقى إلى القتل العمد. وفقاً لبيانات وزارة الصحة ورعاية الأسرة بالاتحاد، كانت الاحتياجات اليومية من الأكسجين الطبي 8000 طن متري لكن إجمالي إنتاج الأكسجين اليومي كان حوالي 7200 طن متري فقط. بسبب نقص الأكسجين الطبي، يتم تحويل الأكسجين الصناعي وتنقيته لاستخدام المرضى. قالت الحكومة الاتحادية إن إجمالي المخزون الطبي والصناعي في البلاد كان 50000 طن متري، أي أن المدة التي ستستمر فيها الاحتياطيات حسب الطلب الحالي هي 2-8 أسابيع فقط. (22 نيسان/أبريل 2021).
في هذا السيناريو، من الواضح أن سياسات مودي الحكومية الهندية هي أكبر عامل مساهم في الأزمة الحالية. فحتى وسط الوباء، صدرت الهند 9.884 طن متري من الأكسجين الصناعي بين نيسان/أبريل 2020 وكانون الثاني/يناير 2021 محققة 8.9 كرور روبية من التجارة مقابل 4500 طن متري فقط في العام السابق. كما كان تصدير الأكسجين الطبي خلال الفترة نفسها 12 طناً مترياً فقط. وهذا يطرح تساؤلا مفاده أنه إذا كان بإمكان الأكسجين الوصول إلى دول أجنبية بعيدة لكسب أرباح ضخمة، فلماذا لا يصل إلى مستشفى داخل الحدود الجغرافية؟! هنا يأتي السؤال المتعلق بأولوية حكومة مودي التي تجاهلت احتياجات المواطنين وفضلت الاهتمام بالاقتصاد والربح على الرعاية الصحية للشعب. حكومة مودي لا تهتم حتى بمواطنيها وغير قادرة على إدارة شؤون الناس. وليس من المستغرب أن تتصرف الدولة التي تبنت الفكر الرأسمالي وأحكام النظام الديمقراطي على هذا النحو.
إن طبيعة كل السياسيين الديمقراطيين هي استغلال الحكومة لإثراء أنفسهم وإثراء النخبة من الأموال العامة باسم خدمة الشعب. إنهم لا يهتمون بأن يحاسبهم الناس ولا رب الناس، لأن فكرهم العلماني في الواقع لا يهتم بتوجيهات الله. في الإسلام، السياسة تهتم بالناس وهي ثقة كبيرة حيث إن السياسي ستتم مراقبته من الناس العاديين، ومن محكمة المظالم، وقبل كل شيء سيُحاسب عليها في الآخرة. وبالتالي، فإن السياسة في الإسلام ليست عملاً نفعياً أو ربحياً ولكنها مسؤولية يتم تنفيذها مع الخشية من الله سبحانه وتعالى. من الطبيعي إذن أن سوء الإدارة والتهاون في إدارة شؤون الناس لن يكون لها مكان في ظل الحكم الإسلامي للخلافة الراشدة ولن يكون كما هو الحال في النظام الديمقراطي الرأسمالي اليوم.
إن بلداً مثل الهند كما هو العالم كله بحاجة إلى الإسلام لحل مشاكله. فالإسلام بعقيدته الصحيحة، وخصائصه القيادية المتأصلة، وخليفته الذي يخشى الله في إدارة شؤون الناس، هو وحده القادر على توفير الحل للعالم بأسره. ففي دولة الخلافة يتم حل القضايا المتعلقة بالرعاية الصحية بحسب خصائص الإسلام القيادية المتأصلة. فيجب على الدولة توفير الحاجات الأساسية لرعاياها. والحاجات الأساسية على نوعين: الحاجات الأساسية للأفراد "المأكل والملبس والمسكن"، وحاجات الأمة الأساسية "الطب والأمن والتعليم". وعلاج المرض نفقة مفروضة على بيت المال (خزينة الدولة). لذلك يجب على الخليفة توفير الرعاية الصحية للأفراد وتزويدهم بالأدوية والمستشفيات. وإذا كانت الإيرادات المتأتية من مصادر الدخل الدائمة لبيت المال غير كافية لتغطية نفقات الدولة، فيجوز تحصيل الضرائب من المسلمين لتغطية النفقات المفروضة على بيت المال. يؤكد الإسلام على تطوير الطب والبنية التحتية لأي مرض. لقد أولى الإسلام اهتماماً كبيراً بالرعاية الصحية وأحدث تحولاً نوعياً ثورياً من عالم السحر والأساطير إلى عالم العلم والتجريب، الأمر الذي ساهم في تقدم الطب. كانت أمة الإسلام رائدة في مجال الصحة والطب، وقادت العالم بهدي الله سبحانه ورسوله ﷺ. لقد قاد الإسلام وسيقود العالم كله في بناء مستشفيات جيدة وتزويدها باحتياجاتها. مثال على ذلك أن البيمارستان (أي المستشفى) الذي أنشأه نور الدين في دمشق عام 1160، استمر لمدة ثلاثة قرون. ستضمن دولة الخلافة الرعاية لأبنائها، فهمّها هو الناس لا المنافع. سوف تستثمر في الطب ليس لأنه عائد مربح بل لأن من التزامات الدولة تلبية الاحتياجات العامة التي تشمل الأمن والصحة. إن استخدام "التطعيم" لمنع انتشار الأمراض المعدية كان موجوداً في الدولة العثمانية كدليل على رعاية دولة الخلافة لرعاياها. إنها دولة الخلافة، إنها الراعي التي يفتقدها كل من المسلمين وغير المسلمين اليوم، وبوعد الله سبحانه وبشارة رسوله ﷺ ستعود قريباً إن شاء الله، حيث قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حميد بن أحمد