- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ﴾
الخبر:
انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان يثير الهلع عند سبعة عشر ألف مترجم أفغاني كانوا قد عملوا لدى قوات الاحتلال من مصير مشؤوم وموتٍ زؤامٍ ينتظرهم.
ويناشد أولئك المترجمون الرئيس بايدن وأمريكا أن لا ينسوهم لأنهم وحسب قول بعضهم، كانوا هم الجنود المخفيين في معارك الجيش الأمريكي في أفغانستان. (وكالات أنباء ومنها العربية)
التعليق:
لم يتعظ هؤلاء الخونة مما حصل لإخوانهم في الخيانةِ عبر التاريخ البعيد والقريب، وغابت عنهم صور الخونة وهم يتعلّقون بطائراتِ الهيلوكبتر الأمريكية وهي تغادر فيتنام والعراق.
وغابت عنهم أخبار الخونة الذين لجأوا إلى فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الاستعمارية فعاشوا أذلاء مُحتَقَرين هم وأبناؤهم.
الخونةُ المترجمون هؤلاء كانوا يُدركون عظم الخيانة والخدمة التي يقدمونها لقوات الاحتلال ضدَّ أهلهم وبلادهم، فيقولُ أحدهم: لقد كنا سمعهم وألسنتهم وأعينهم. ويقول آخر: نحن الجنود المنسيّون ونجاحات الجيش الأمريكي في الميدان ما كانت لتتم لولا الخدمات التي قدّمناها لهم.
لكن...
وزرُ المترجمين ليس أعظم من وزرِ أولئك الخونة الكبار من السياسيين الذين فتحوا البلاد لأمريكا وتعاونوا معها، فأدخلوا جيوشها إلى البلاد.
ووزرُ المترجمين ليس أعظم من وزر القادة في الجيش والأمن والشرطة الذين تعاونوا مع المحتل.
وَوِزرُ المترجمين ليس أعظم من وِزرِ المفكرين والكتّاب الذين برّروا وروّجوا للاحتلال والمحتلّين.
ووزر المترجمين ليس أعظم من وزر المشايخ وأصحاب العمائم الذين أفتوا بجواز التعاون مع المحتل.
ووزر المترجمين ليس أعظم من وزرِ تجار الحروبِ الذين جمعوا الملايين من التعاون مع المحتل.
ووزر المترجمين مثل وزر كل أولئك الذين خانوا دينهم وأمتهم وبلادهم وأهلهم فساعدوا المحتلين ولو بشقِّ كلمة أو صغير فعل.
الخيانةُ ملعونةٌ والخونة ملعونون في كل زمان ومكان.
لا عزاءَ للخونة، حتى لو هربتم للنجاةِ بأرواحكم، فأنتم في الحقيقةِ أمواتٌ، يسربلكم الذلُّ والخزيُ والخوف أينما حللتم وأينما ارتحلتم.
وصدق الله العظيم: ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا
#أفغانستان
Afghanistan#
Afganistan#