- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التغيير الجذري المنشود مرهون بتطبيق نظام رب العالمين
الخبر:
أوضح رئيس مجلس الوزراء أن السودان شهد عدة انتقالات مبيناً أن عملية الانتقال التي تشهدها البلاد حالياً قائمة على نموذج الشراكة بين المدنيين والعسكريين، مؤكداً أن أولويات حكومة الفترة الانتقالية مستوحاة من شعارات ثورة ديسمبر المجيدة. وأضاف "الشعب السوداني قال كلمته إنه يريد تغييراً عميقاً وجذرياً وليس تغيير الأشخاص، وأن عملية بناء السلام ليست عملية بسيطة وهي لا تنتهي بالتوقيع على اتفاق أو الانضمام لخصوم سابقين". وحث حمدوك المشاركين في المؤتمر بدعم جهود الحكومة في تنفيذ بنود اتفاق السلام واستكمال عملية السلام الشامل، وقال إن عملية الإصلاح الاقتصادي من أصعب التحديات التي تواجه حكومة الفترة الانتقالية. (سودان برس).
التعليق:
إن الشعب يريد حلا جذريا وحقيقيا وليس تغييرا للأشخاص وهذا ما تتوق إليه البشرية جمعاء. فقد عانى أهل السودان وغيرهم من الحلول المؤقتة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل أصبحت وبالا عليهم وأصبحت الشعوب عبارة عن فئران للتجارب من التخبطات التي يعيشونها. واعلم يا حمدوك أن ما تتبناه من نظام رأسمالي ومن تعاقب على حكم البلاد لن يجني منه أهلنا شيئا، فمنذ ما يسمى بالاستقلال وإلى يومنا هذا تعاقبت على البلاد 59 حكومة والحال يسير من سيئ إلى أسوأ، فلا علاقة للنظام الرأسمالي بالتغيير الحقيقي فهو مبدأ يقوم على الحلول الترقيعية الآنية، وإن الحل الجذري لا يكون بعلاج آثار المشكلة كما هو ديدن النظام الرأسمالي وإنما باستئصال المشكلة من جذورها.
لقد صار لزاماً علينا إن أردنا التغيير الصحيح أن يكون تغييراً جذرياً للأفكار المسمومة التي زرعها عدوّنا المستعمر، بإحلال ثقافتنا الأصيلة مكانها وجعلها المهيمنة على حياتنا، وهو الأمر الذي يؤدي إلى التغيير الحقيقي الذي يُسعدنا ويهيئ لنا الحياة الكريمة العزيزة، ويتم هذا بمحاربة الغرب وثقافته، والتوعية على ثقافتنا الإسلامية بصورتها الصحيحة، وهذه العملية التغييرية لا يمكن أن يقوم بها من لا تزال آثار الثقافة الغربية المضللة بارزة في أقواله وأفعاله أمثالكم، فما أنتم إلا ممثلون للغرب الكافر في بلاد المسلمين تستنون بسنته وتسيرون في ركبه.
ومن هنا فلا معنى للحديث عن التغيير الجذري في ظل النظام الذي يُحكم به السودان بل كل البلاد الإسلامية، فللأمة نظامها المتميز وهو الخلافة. ولا معنى للحديث عن الوطن والوطنية ورفع علم من الأعلام التي صنعتها اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة، فللأمة انتماؤها العقدي الذي يسمو فوق الأرض ولا يلتصق بالتراب، ولها علمها المميز راية ولواء رسول الله ﷺ. ولا معنى لمصطلحات الديمقراطية والدولة المدنية أو الحكومة العسكرية عند إرادة التغيير الجذري الناجع.
إذ الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، والحكم الشرعي هو واجب الاحترام والاتباع. ولا معنى لإعلاء سيادة الشعب، إذ السيادة عند الأمة هي لشرع الله، وشرع الله فقط. ويكون التغيير الصحيح والجذري بإظهار ديننا العظيم على الدين كله، بما فيه دين الرأسمالية الجديد الذي ما أنزل الله به من سلطان، نعم أن يحكم الإسلام وتصير الأحكام الشرعية والتي هي من عند الحكيم الخبير موضع التطبيق، فلا حلول جذرية ولا سعادة وعزة للبشرية إلا في ظل نظام رب العالمين الخلافة؛ وعد ربنا سبحانه وبشرى نبينا عليه الصلاة والسلام، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان