- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
العمل السياسي الشرعي والمجدي للتغيير
يقتضي تفعيل طاقات الأمة وفي مقدمتها تحريك الجيوش
الخبر:
ما إن أعلن الرئيس المصري السيسي عن مبادرة لتخصيص مبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة نتيجة التدمير الذي قام به جيش يهود، وعن قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ إعادة الإعمار، حتى انتشر في وسائل التواصل والإعلام بشكل واسع أن هذه المبادرة مؤامرة خبيثة تستبطن شراً كبيراً، وأنها عمل استخباراتي هدفه كشف مواطن قوة غزة في مواجهة كيان يهود وإفشال اعتداءاته الوحشية، وكشف معلومات عن الأنفاق والصواريخ، وعن القوة العسكرية وقادتها وركائزها، وشراء الذمم وما إلى ذلك. وقد استندت هذه الآراء إلى ما هو معلوم عن السيسي من عداءٍ للإسلام والمسلمين، ومن ولاءٍ لكيان يهود، وإلى استغراب هذا الكرم من رئيسٍ لا يفتأ يتحدث عن فقر مصر، إضافة إلى الديون المتصاعدة عليها بنسب خيالية في حمأة حكمه وسياساته التدميرية لمصر وأهلها.
التعليق:
لا يتناول هذا التعليق إعلان السيسي عن تبرع مصر لغزة، ولا إعلانه عن مساهمة الشركات المصرية بالإعمار، لأن مثل هذا العطاء أو السخاء من حاكم كالسيسي؛ حاقدٍ على الإسلام، يفتك بأهله، ويُقَتِّل دعاته، ويهدم مساجده، لا يمكن أن يكون حقيقياً، فلا يكون إلا إعلامياً وظاهرياً وخداعاً، ولا يمكن أن يكون تقديم مثلِ السيسي لأيِّ جزء من هذا العطاء إلا فخّاً، كطعامٍ مسمومٍ، أو طُعْمٍ في صُنّارةٍ أو على مصيدة.
هذا التعليق هو على هذا الموقف الصادر عن عامة الناس، والذي لقيَ انتشاراً سريعاً وقَبولاً واسعاً. فهو دليل على تطور إيجابي واضح وكبير في وعي الناس وتنبههم. وعيٍ سياسيٍّ لطالماً عمل حملة الدعوة على إيجاده وتوسيع قاعدته ليكون عاماً. وهو التنبه العفوي أو البديهي إلى الخطط والفخاخ التي ينصبها الأعداء للإيقاع بالشعوب من خلال تقديم الإغراءات والوعود الخداعة لتمرير المؤامرات. لم يحتج عوام الناس ولا عامّتهم إلى تنبيه وحوارات أو نصح، بل أدركوا ذلك تلقائياً. وقد لوحظ هذا الأمر على المسلمين بشكل واضح وواسع، ما يؤكد على وعي المسلمين على أن الحكام ليسوا فقط عملاء، وإنما هم أعداء محاربون للإسلام والمسلمين.
ومثل هذا التنبه والوعي لا يمكن أن يكون خاصاً في قضية واحدة أو وقائع خاصة أو قليلة، لأنه لا يرجع إلى القضايا أو الوقائع والأحداث، وإنما هو يرجع إلى وعي الناس، أي إلى ما لديهم من أفكار ورؤى، ومن مخزون معارف فكرية؛ عقدية وسياسية، ومن خبرات من تجارب الأحداث والطروحات ومآلاتها.
لذلك نجد هذا الأمر ملموساً في مواقف عامة المسلمين في أحداث لا تُحصى عبر العالم، وليس فقط في إدراك مخادعة السيسي، أو مجريات الأحداث في فلسطين، أو سوريا أو الصين... وما أحداث الحرب والاعتداءات الأخيرة على غزة والقدس إلا بعض الدلائل الجلية على هذا الوعي وما يعنيه من وحدة الأمة الإسلامية. فانتشار رفض حل الدولتين، واليقين بالقضاء على كيان يهود واستعادة الأقصى وفلسطين، وموقف المسلمين الموحد عبر العالم، من قضية فلسطين وتفرعاتها، يعني - إلى جانب الوعي المذكور - سقوطَ الرابطة الوطنية والقومية وأضرابهما، وعمقَ رابطة الإسلام وعقيدته وتجذرها. وهذا رأس الوعي وعينه.
ومن دلائل هذا الوعي أيضاً، الرفض الواسع والشديد، لتصريحات الحكام والمسؤولين الرسميين الذين يسيرون في ركاب الحلول الدولية التي تُضيِّع فلسطين والقدس وغيرها من الحقوق، ولا تستند في مواقفها السياسية إلى أحكام الشرع وضوابطه، ولا إلى إمكانات الأمة وقواها. ولذلك، كانت ردة الفعل السريعة والعفوية من غالبية المسلمين ضد هذه المواقف، دليلاً على وعيٍ فكريٍّ ونضجٍ سياسي.
هذه الأمثلة قليل من كثير من مصاديق عودة المسلمين المباركة إلى وعيٍ عامٍّ صحيح، وإلى رأيٍ عامٍّ صحيح. والمراد من ذكر هذا الأمر أو التذكير به، لفتُ النظر إلى أن هذا الإدراك يفتح المجال إلى استهداف المزيد منه بشكل متسارع، سواء على الصعيد الفكري أو السياسي.
والتنبيهُ إلى أن قضية التغيير الجذري اليوم قد شارفت على نهاية مرحلتها الأخيرة بعون الله تعالى. وهي اليوم مسألة أساليب عملية، أي أنها سياسية فنية أكثر منها أي شيءٍ آخر. ولبُّ هذه العملية الفنية لا يمكن أن يتم إلا بالاستناد إلى قوى التغيير في الأمة الإسلامية وحدها، التي يتركز أقواها وأجداها في جيوش المسلمين. فالعمل الشرعي الصحيح والمجدي هو في تفعيل قوى الأمة وطاقاتها، وليس في استجداء رضا المستعمر الغربي وعملائه ومنظماته. قال تعالى: ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ والَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُون الصَّلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ رَاكِعونَ* وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وِرِسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبونَ* يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذينَ اتَّخّذوا دِينَكُمْ هُزُوَاً وَلَعِباَ مِنَ الَّذين أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ﴾. [المائدة: 55- 57].
#الأقصى_يستصرخ_الجيوش
#Aqsa_calls_armies #AqsaCallsArmies
#OrdularAksaya
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود عبد الهادي