- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دماء الأبرياء رخيصة في صناديق البريد الدولية
الخبر:
قال الدفاع المدني السوري في بيانه حول استهداف مستشفى ميداني في مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، إنها تعرضت لقصف صاروخي مصدره المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وقوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب الشمالي، ما أدى لمقتل 15 مدنياً بينهم 4 نساء، وطفل، و7 رجال، بينهم اثنان من الكوادر الطبية واثنان من العمال الإنسانيين.
وقد أدانت الخارجية التركية "هجوم مليشيا قسد على مشفى عفرين شمالي سوريا". في حين نفى مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي علاقة مليشيات "قسد" بمجزرة عفرين.
وقد جاءت هذه المجزرة تزامناً مع قصف المقاتلات الحربية الروسية بلدات وقرى في ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سوريا، بينما قصفت مدفعية النظام الأحياء السكنية، ما أدى لمقتل 3 مدنيين، وإصابة 18 مدنيا بينهم 5 أطفال وامرأة. (القدس العربي - بتصرف)
التعليق:
أيعقل أن يكون القاتل مجهولا في بلد دمرته آلة الحرب لأكثر من عشر سنوات، وأسفرت عن نحو نصف مليون قتيل وتهجير ونزوح الملايين؟! أيعقل أن يكون القاتل مجهولا في بلد استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وقصفت فيه المستشفيات والمدارس وهدمت البيوت على قاطنيها؟!
نعم، إنه في سوريا الشام، التي تآمر عليها الروس والأمريكان، الذين يتبادلون الرسائل الدموية لتحقيق مكاسب سياسية وتسجيل أهداف مصلحية في ظل غياب الإنسانية. نعم في الشام الأبية حيث يكثر القتلة المجرمون فنحتار على من نشير بالبنان لنصدر مرسوم الاتهام.
مع العلم أن هذا الهجوم ليس هو الأول وما هو بجديد، فبحسب البيان الرسمي الصادر عن لجنة الإنقاذ الدولية فإن هذا الهجوم هو "الـ11 الذي يتم تسجيله منذ مطلع العام وحتى الآن على مراكز الرعاية الصحية، ما يرفع العدد الإجمالي للهجمات التي تم توثيقها منذ كانون الثاني/يناير 2019 إلى 124 هجوماً".
وعلى الرغم من الهدوء النسبي في المسار العسكري في معظم مناطق سوريا، فإن هذه الضربات المحددة والحساسة تُعتبر ذات أهداف تفاوضية ومحاولة روسية لدفع مسار التفاهمات للأمام عقب إجراء القمتين الثنائيتين المرتقبتين. كما تُعتبر أيضاً حجة دامغة لاستقدام قوات إيرانية لإحكام سيطرة النظام السوري وترسيخه، إذ قامت المليشيات الموالية لإيران للمرة الثانية وفي خلال 20 يوما من استقدام تعزيزات عسكرية جديدة إلى قاعدتها الجديدة التي جرى إنشاؤها مؤخراً على تلة في قرية حبوبة بين الخفسة ومسكنة.
وفي كل هذه الأحوال غير الإنسانية وعند كل هذه الاعتبارات السياسية، تبقى دماء الأبرياء رخيصة في صناديق البريد الدولية!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى