- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
سفير كيان يهود لدى سنغافورة يروج روايات مضللة في جنوب شرق آسيا
(مترجم)
الخبر:
بحسب ما ذكرت رويترز في 17 حزيران/يونيو، فإن كيان يهود مستعد للعمل من أجل إقامة علاقات مع الدول ذات الأغلبية المسلمة في جنوب شرق آسيا، حسبما ذكر سفيره لدى سنغافورة يوم الخميس، على الرغم من إدانتها في أيار/مايو عدوانه على غزة. فقد حثت إندونيسيا وماليزيا وبروناي الأمم المتحدة على التدخل ووقف "الفظائع التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني". ولا تربط الدول الثلاث علاقات رسمية مع كيان يهود، وقد دعت مرارا وتكرارا إلى إنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية وإلى حل الدولتين على أساس حدود ما قبل حرب الشرق الأوسط عام 1967.
وقال ساغي كارني، سفير كيان يهود لدى سنغافورة، إن انتقادات قادة الدول الثلاث "غير صادقة" وتتجاهل "طبيعة الصراع الحقيقية"، الذي قال إنه كان بين كيانه وحماس وليس الشعب الفلسطيني. وقال "حماس منظمة معادية للسامية (...) لست متأكدا من أن العديد من الأشخاص المشاركين في مناقشات وسائل التواصل يفهمون حقا الطبيعة الراديكالية والفاشية لحماس". وترفض حماس الاتهامات بمعاداة السامية. وقال كارني أيضا إن الطريقة الوحيدة لأي طرف ليكون له تأثير ذو مغزى على ما يحدث في الشرق الأوسط هي إقامة علاقات مع كيانه.
التعليق:
إن هذا التصريح ليس متحيزا فحسب، بل إنه متغطرس جدا كذلك. إن الرواية المعادية للسامية التي يرددها ساغي كارني، سفير كيان يهود لدى سنغافورة، ليست أكثر من رواية رخيصة تظهر كذلك الطابع الحقيقي لكيان يهود الغاصب. وقد اتهم سفير كيان يهود إندونيسيا وبلدين مسلمين آخرين في رابطة أمم جنوب شرق آسيا بعدم الأمانة، وهذا الاتهام مثير للسخرية، كما لو أنه نسي أن يعكس أن دولة يهود هي في الواقع فاشية جدا ودولة فصل عنصري ومعادية للمسلمين. كما أن ساغي كارني غير أمين حيث يتجاهل حقيقة أن السبب الحقيقي الذي يجعل البلاد الإسلامية في جنوب شرق آسيا تدين كيانه هو احتلالهم لفلسطين وليس رفض العرق اليهودي أو الإثنية اليهودية.
وينبغي أن نلاحظ، إلى جانب موقف سفارة يهود في سنغافورة، أن سنغافورة إلى جانب ميانمار بلدان من دول رابطة أمم جنوب شرق آسيا لا يريدان الاعتراف باستقلال فلسطين. وهذا يعني أن هذين البلدين من المشجعين المتشددين ليهود. لقد كان سفير يهود في سنغافورة صريحا جدا في الدفاع عن الصهيونية والتماس تبرير لعدوانها على أهل فلسطين المسلمين. لدى كيان يهود ست سفارات في جنوب شرق آسيا في سنغافورة وميانمار وتايلاند وفيتنام والفلبين وكمبوديا. ووفقا لتحليل محمد عزمي عبد الحميد، وهو ماليزي بارز، نشرته صحيفة نيو ستريت تايمز في 3 حزيران/يونيو، فإن هذه السفارات الست نشطة جدا في القيام بأعمال استخباراتية من خلال الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في جنوب شرق آسيا. وتراقب البلاد الإسلامية المعادية لها وتواصل محاولة جر هذه الدول بمختلف الدعايات والفخاخ الدبلوماسية إلى الرغبة في الاعتراف بكيان يهود من خلال اتفاق لتطبيع العلاقات معه، كما حدث مع الإمارات والبحرين والمغرب السنة الماضية.
ومن خلال العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وبينه، تتشابك مصالح كيان يهود في رابطة أمم جنوب شرق آسيا مع المصالح الأمريكية في المنطقة. وقد انضم كيان يهود إلى أمريكا كدولة بطلة للرأسمالية من أجل جلبه كدولة فاعلة يمكنها إقامة علاقات تجارية دولية مع مختلف البلدان، بما في ذلك جنوب شرق آسيا.
ووفقا لمركز مراقبة وسائل الإعلام في "التقارير الإعلامية عن فلسطين" لعام 2021، فإن إحدى طرق الدعاية التي يستخدمها كيان يهود هي وصف منتقديه ومؤيدي فلسطين بأنهم معادون للسامية، بما في ذلك القول بأن القوة العسكرية لحماس متوازنة معه. وبالمثل في وسائل الإعلام الرقمية، نعلم أن كيان يهود استثمر بكثافة في الحرب الرقمية بقيمة تعاقدية تصل إلى 100 مليار دولار لتوظيف جيشه الإلكتروني بحسب ما أورد تقرير أكسفورد 2019 بعنوان "أمر التضليل العالمي". وهذا هو السبب في أنه في الآونة الأخيرة في العالم الرقمي الإندونيسي، هناك العديد من الحسابات الوهمية المؤيدة لكيان يهود التي تشيد به بشكل مبتذل وهي تطحن تقريبا في كل مناقشة فلسطينية عبر الإنترنت. والسبب ليس هو سوى الدعاية الرقمية التي يمولها كيان يهود.
إن فلسطين ليست مجرد صراع بين حماس وكيان يهود، بل هي أكثر من ذلك، ففلسطين والأقصى هي قضية إسلامية! بالروح بالدم نفديك يا أقصى! من وجهة نظر المسلمين، قضية فلسطين هي مسألة عقيدة، لأن الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين. وهي أيضا مسألة شرعية، لأنها أرض خراجية اغتصبها يهود من خلال تنفيذ مختلف حالات الظلم والطرد. إن أحكام الشريعة الإسلامية تمنع بشدة مختلف أشكال الاستعمار والظلم والشر. لذا احذروا من الرواية المؤيدة لكيان يهود في جنوب شرق آسيا!
﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير