لماذا لا تكلل مفاوضات اليمن بالنجاح؟!

الخبر:

ألقى قائد القيادة المركزية الأمريكية سنتكام باللوم على جماعة أنصار الله اليمنية في فشل المحادثات وقال إن لدينا مصادر موثوقة بأن أنصار الله تضيع الوقت في المفاوضات. (قناة العالم).

التعليق:

لقد مرت الأزمة في اليمن بمراحل ومحطات عدة نستطيع أن نقول عنها إنها صناعة دولية دخلت إلى اليمن بوكالات إقليمية ومحلية، كما يمكن تلخيص حقيقة المفاوضات التي جرت لحل الأزمة في اليمن في حقيقة أن هذه المفاوضات تهدف إلى تأمين المصالح الأمريكية ونفوذها على حساب المصالح البريطانية ونفوذها، وذلك عن طريق الحوثيين الذين يماطلون في الجلوس إلى طاولة المفاوضات لكسب مزيد من بسط نفوذهم على الأرض في مقابل ما تسمى بالشرعية والمجلس الانتقالي، وبقية مكوناتها التي تدافع باستماتة عن النفوذ البريطاني المتهالك، وما توجه وفد من عُمان مؤخرا إلى صنعاء، وزيارة غريفيث مندوب الأمم المتحدة إلى إيران في الأيام الأخیرة إلا من قبيل المحافظة على ذلك النفوذ.

كما أن هناك حقيقة أخرى وهي أن كل طرف من أطراف الصراع لديه وجهات نظر مختلفة حول بعض القضايا الرئيسية في الأزمة اليمنية في الرباعية المطروحة بشأن الأزمة في الیمن، وهي رفع الحصار عن اليمن ووقف إطلاق النار والمحادثات الوطنية وأخيراً كيفية تشكيل الحكومة المقبلة.

برغم تلك الحقائق ومعرفة أهل اليمن بها، وتزايد الوعي لديهم على حقيقة الصراع وأدواته إلا أنهم لا يزالون يُستخدمون أدوات رخيصة لذلك الصراع المحموم. ولن تكلل مفاوضات أهل اليمن بالنجاح لأن أساس تلك المفاوضات هو العقيدة الرأسمالية التي تؤمن بالحل الوسط، كما أن تحكم الغرب وامتلاكه للقرار السياسي للأمة ومنها اليمن، جعل للغرب سلطاناً على الأمة في سلمها وحربها ومفاوضاتها، ما أدى إلى فشل كل المفاوضات والحلول التي تأتي عن طريق الأمم المتحدة ومنظماتها ومبعوثيها.

على أهل اليمن أن يعلموا علم اليقين أن مفاوضاتهم لن تكلل بالنجاح، ما دامت حلول مشاكلهم خارج عقيدتهم وأنظمتها وأحكامها، ومتى ما عمل أهل اليمن مع بقية الأمة على العمل لإقامة دولتهم، دولة الخلافة على منهاج النبوة التي وعد بها ربنا عز وجل، وبشر بها الحبيب المصطفى ﷺ، عند ذلك ستحل مشاكل العالم أجمع، وسيتنفس العالم الصعداء في ظل دولة الحق والعدل، عجل الله بقيامها.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – ولاية اليمن