الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
سياسة "الفوضى الخلّاقة" في أفغانستان وضرب المسلمين بعضهم ببعض

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

سياسة "الفوضى الخلّاقة" في أفغانستان وضرب المسلمين بعضهم ببعض

 


الخبر:


خلص تقرير للمخابرات الأمريكية أن الحكومة الأفغانية ستسقط بيد طالبان في غضون 6 أشهر، بمجرد اكتمال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ويستبعد التقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الأربعاء التوقعات الأكثر تفاؤلا التي تم تقديرها في وقت سابق، وذلك بعدما حققت قوات طالبان تقدماً كبيراً ضد الحكومة الأفغانية الأسبوع الماضي، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية استبعادهم ترجيحات سابقة بأن الحكومة الأفغانية ستبقى على قيد الحياة لمدة عامين بعد خروج الولايات المتحدة، والذين أوضحوا أن الجدول الزمني لصمود الحكومة دون انهيارها أصبح الآن "يتراوح بين 6 أشهر إلى عام واحد"، ووصلت الاستخبارات الأمريكية إلى تقييمها الجديد للوضع في أفغانستان بالتزامن مع إعلان الجيش الأمريكي اكتمال أكثر من 50 بالمئة من عملية انسحابه، للوفاء بالموعد المحدد الذي حدّده الرئيس جو بايدن، والذي ينصّ على خروج جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 11 من أيلول/سبتمبر المقبل. من جهته، قلّل رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي من أهمية التقدم الذي أحرزته طالبان خلال إدلائه شهادته أمام الكونغرس يوم الأربعاء. وقال: "هناك 81 مركزاً محلياً من أصل 419 مركزا نعتقد أنها تخضع حالياً لسيطرة طالبان"، وأضاف: "لا توجد عاصمة تابعة لأحد أقاليم أفغانستان خاضعة لسيطرة طالبان"، مشدّدا بأن الجيش الأمريكي يراقب التطورات عن كثب. (الأناضول)

 

التّعليق:


لقد كان واضحاً منذ البداية عجز أمريكا عن القضاء على المجاهدين في أفغانستان، وقد تأكد لها عجز حكومتها العميلة في كابول عن فرض سلطتها وسيطرتها على مختلف المناطق في البلاد، لذلك لجأت أمريكا إلى الحلول الدبلوماسية من خلال المباحثات مع طالبان، أملا في تحقيق ما لم تتمكن من تحقيقه عسكريا، ولكنها أيضا لم تنجح في تحقيق نصر دبلوماسي من خلال المفاوضات، لأن المفاوضين لا يمثلون أهل أفغانستان، بل يمثلون جزءا صغيرا منهم فقط، وتقليل مارك ميلي من أهمية التقدم الذي أحرزته طالبان هو لتبرير الإصرار الأمريكي على الانسحاب، فسيطرة طالبان على 20% من البلاد قبل الانسحاب الأمريكي - باعترافه - يعني استمرار سيطرة طالبان على مختلف المناطق، خصوصا بعد الانسحاب الأمريكي، وهذا ما حذّرت منه روسيا، حيث أعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف عن قلق بلاده إزاء ارتفاع حدّة التوتر في أفغانستان مع الانسحاب العسكري الأجنبي من هناك.


لا يُتصور أن تنسحب أمريكا وتترك البلاد تعود لسيطرة طالبان، بل تأمل أمريكا أن تستخدم باكستان وتركيا وروسيا إلى جانب الحكومة العميلة في أفغانستان لضمان عدم تمكن طالبان من القضاء على المعقل الرئيسي لحكومة كابول، لذلك قامت أمريكا بترتيب أدوار كل بلد من هذه الدول خلال الأيام الماضية ومنذ تسلم بايدن للسلطة، ولا مانع عند أمريكا من تكرار سيناريو العراق في أفغانستان، بحيث تترك البلد في حالة فوضى، بعدم سيطرة أي طرف من الأطراف على البلد السيطرة الكاملة، ما دام المخلصون ليسوا في الحكم وما دامت مصالحها محمية في البلد، فحكومة العراق مثلا ليست فارضة لسيطرتها وسلطتها على البلاد، ولكنها تستطيع أن تحافظ على آبار النفط التي تنهبها الشركات الأمريكية، وهي أيضا قادرة على عدم تمكين خصوم أمريكا في العراق من المسلمين والبعثيين من الوصول إلى السلطة، وهذا أقصى ما تطمع إلى تحقيقه أمريكا ومبعوثها إبراهيم خليل زاده في كلا البلدين.


لضمان بقاء البلاد في دوامة "الفوضى الخلّاقة"، سعت أمريكا إلى إشراك تركيا أردوغان وباكستان وروسيا في مواجهة زحف سيطرة طالبان إلى المناطق الحساسة في أفغانستان ومنها المنطقة الخضراء في كابول والمطار وطرق الإمدادات، وغيرها من المرافق الحيوية والاقتصادية في البلاد، ولسان حال أمريكا يقول: لتظل البلاد مشتعلة بنار الحروب، وليقتل المسلم أخاه المسلم، ما دامت مصالحنا محفوظة من عملائنا وما دام الإسلام ليس في الحكم. هذا مكرهم، أما مكر الله سبحانه وتعالى، فإنه يجب على المخلصين في أفغانستان وضع أيديهم بأيدي إخوانهم في باكستان للإطاحة بالنظام العميل في باكستان وأفغانستان وتنصيب خليفة للمسلمين، يقوم بتوحيد باكستان مع أفغانستان، وحينها تصبح الدولة الوليدة، دولة قوية ومهابة الجانب، كدولة المدينة المنورة الأولى، تكنس ما بقي من جند الغرب وعملائه وتوّحد الأمة الإسلامية قاطبة. ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

 

#أفغانستان
Afghanistan#
Afganistan#

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع