الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا وطالبان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أمريكا وطالبان

 


الخبر:


وكالات أنباء: أمريكا قلقةٌ من سرعةِ تقدم حركةِ طالبان في الاستيلاء على أفغانستان.


التعليق:


تكذبُ أمريكا عندما تزعمُ وتتظاهرُ بتفاجئها من سرعةِ تقدم حركة طالبان في الاستيلاء على مناطق واسعة من أفغانستان وخاصة في الشمال، وحجم الانهيار في القواتِ الحكومية وتقهقرها واستسلامها أمام قوات حركة طالبان.


فأي متابع لأوضاع أفغانستان كان يدرك أن هذا ما سيحصل بمجرد انسحاب القوات الأمريكية وحلفائها، فلم تكن هذه الحقيقة لتغيب عن أمريكا.


عشرون عاماً من الاحتلال الامريكي لأفغانستان، حرصت فيها أمريكا على بقاء أفغانستان في هذا الوضع المزري والمذل:


طبقة سياسية خائنة وعميلة تحكم البلاد، يتنازعها الفساد والشقاق والمؤامرات.


شعبٌ يشعرُ بذلِّ الاحتلال والتجويع والإفساد ونهب الثرواتِ.


صراعاتٌ طائفية ومناطقية تغذيها أمريكا وعملاؤها في البلاد.


جيشٌ يخلو من أي عقيدة عسكرية يشاطرُ الناس الذلَّ والهوان والانقسام.


فأين المفاجأة في سرعة انهيار مثل هذه الطبقة السياسية ومثل هكذا جيش؟!


والسؤال هو هل اتخذت أمريكا قراراً بتسليم أفغانستان لحركة طالبان؟


وللجواب على مثل هذا السؤال، لا بد من الإشارةِ إلى بعض الحقائق:


لم تكن أمريكا بعيدة عن التأثير على حركة طالبان عبر الحكومة الباكستانية والتي بإشراف أجهزتها الأمنية أُنشئت حركة طالبان ابتداء لمواجهة الجماعات المتناحرة من المجاهدين الذين أجبروا الاتحاد السوفيتي على مغادرة أفغانستان مدحوراً مهزوماً، ودعم حركة طالبان للاستيلاء على الحكم بعد الإطاحة بهم جميعاً.


ولاحقاً لما رفض قادة طالبان وعلى رأسهم الملا محمد عمر رحمه الله الاستجابة لمطالب أمريكا عبر باكستان بتسليم قادة القاعدة وأغلقوا خطوط التواصل مع باكستان في أعقاب الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، شعرت أمريكا بخطر انفصال طالبان وأفغانستان عن نفوذها ولو غير المباشر عبر باكستان، فشنّت حربها العدوانية على أفغانستان وأطاحت بحركة طالبان تلك وقيادتها المتمردة.


لم يفلح عملاء أمريكا الجدد الذين أتت بهم أمريكا في أعقاب الإطاحة بحركة طالبان، بتحمل أعباء الحكم وتأمين مصالح أمريكا في أفغانستان وفي المحيط.


دخلت أمريكا في حوار طويل مع حركة طالبان والتي شهدت موت بعض قادتها ومقتل آخرين والإطاحة ببعض آخر مع بروز قيادات جديدة للحركة.


أمريكا مستعدة لتسليم أي بلد لمن تظن أنه لا يحمل مشروع الإسلام بكليته وشموليته الداخلي والعالمي ولمن لا يحمل مشروع الأمة والتطلع وراء الحدود لإنقاذ الأمة بأسرها وتوحيدها من جهة، وتأمين مصالحها الحيوية الداخلية والإقليمية من جهة أخرى.


ستسعى أمريكا لإبقاء التشرذم والانقسام الطائفي والمناطقي أداة لإبقاء الضغط على حركة طالبان وكذلك الزج بهم للتصعيد مع روسيا والصين وإيران.


لكن ليس كل ما تتمناه أمريكا أو تراهن عليه أو تخطط له هو قضاءٌ مبرمٌ، مما يفتح المجال دائما للمخلصين من أبناء الأمة ورجال الإسلام أن يجعلوا خروج أمريكا من أفغانستان خروجاً نهائياً وحقيقياً، وأن يجعلوها تتجرع طعم الهزيمة التي ذاقها الروس وقبلهم الإنجليز في أفغانستان، لا بل وجعل أفغانستان نقطة ارتكاز أو إشعاع لبزوغ فجر الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح

 

 

#أفغانستان
Afghanistan#
Afganistan#

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع