الجمعة، 13 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الهجرة هي تغيير حال وليس مجرد تغيير مكان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الهجرة هي تغيير حال وليس مجرد تغيير مكان

 


الخبر:


أصدر مجلس الوزراء السوداني قراراً بأن غرة محرم عطلة رسمية وذلك احتفاءً بالعام الهجري الجديد. وهذا ما درج عليه المسلمون في كل العالم يبتهجون بقدوم العام الهجري الجديد ويتبادلون فيه التهاني متمنين عاما قادما تتبدل فيه حالهم إلى ما هو أحسن.

 

التعليق:


كان يقال إن المسلمين هاجروا من مكة فرارا بدينهم، وذلك لشدة البطش والعذاب والتنكيل الذي تمارسه قريش عليهم، فحرمهم من لذة العبادة، فقرروا الهجرة إلى المدينة المنورة لأن أهلها قد رحبوا بهم وفتحوا لهم قلوبهم وبيوتهم، وبذلك يبدلون مكاناً غير صالح للعبادة بمكان آخر أرحب لعبادتهم.


لكن المتأمل بشيء من العمق لما صاحب الهجرة من أحداث، وما سبقها من أعمال، وما ترتب عليها من نتائج، يدرك أن الأمر ليس بهذه السذاجة، فقد أدرك العباس بن عبادة أن الهجرة عمل سياسي بامتياز، وذلك حين قال قولته المشهورة في بيعة العقبة الثانية، وهو الحدث الأهم قبل الهجرة وهو يخاطب الأنصار قبل البيعة: (أتدرون على ماذا تبايعون الرجل؟ إنكم تبايعونه على حرب الأسود والأحمر من الناس)، لقد فهم العباس أن الهجرة هي لإقامة دولة الإسلام التي تتناقض عقيدتها مع عقائد أهل الأرض جميعاً حينذاك، وسيحاربهم الأحمر والأسود من الناس، وقد كان، فقد غيرت الهجرة حال أهل المدينة تغييرا جذريا.


وكذلك أهل مكة لو كانوا يعلمون أن الهجرة مجرد تغيير مكان يتعبد فيه المسلمون إلى وجهة غير مكة، لفرحوا بها، لكنهم أدركوا أن الهجرة ستغير حالهم إلى غير ما يشتهون، فهي عمل يراد منه إقامة كيان ينازعهم السيادة على العرب، بل ويعرض وجودهم للخطر، فعمدوا إلى منع الهجرة بكل ما أوتوا من قوة، وبشتى الأساليب والوسائل، حتى بلغ بهم الأمر إلى التخطيط لقتل الرسول ﷺ، مع علمهم بأن هذا العمل يؤدي إلى الفرقة والشتات لقريش التي ما سادت العرب إلا بوحدتها وحراستها البيت الحرام.


بهذه الهجرة تغير حال العرب جميعاً، فبعد أن كانوا أشتاتا يقتل بعضهم بعضا، تحولوا إلى خير أمة أخرجت للناس، فتسنموا ركب الحضارة في العالم إلى عدة قرون.


وبهذه الهجرة تغير وجه العالم كذلك، فزالت دولتا الفرس والروم، وهما أقوى دولتين في العالم حينها فتبوأت الدولة الإسلامية مكانهما، وتسنمت مركز الدولة الأولى في العالم.


أليس حال المسلمين اليوم أحوج ما يكون إلى تغيير حالهم، وإعادة أهداف الهجرة، وذلك بالعمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة اقتداء بالرسول الكريم ﷺ، الذي غير بتلك الهجرة العالم بأسره، بدل الاكتفاء بالعطلات وتبادل التهاني والتبريكات؟!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – الخرطوم

 

آخر تعديل علىالخميس, 12 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع