- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تبكي الذئاب على الفريسة!
الخبر:
ما إن تم الإعلان عن هرب الرئيس الأفغاني، أشرف غني، وسيطرة طالبان على مختلف المدن الأفغانية، حتى بدأت وسائل الإعلام الغربية تتباكى على المرأة وما ستواجهه من حياة صعبة وضياع لحقوقها، وبشكل خاص، حقها في العمل والتعليم.
التعليق:
كأن أفغانستان خلت من كل المشاكل سوى مشكلة حقوق المرأة فهم بأسلوبهم هذا يحاولون تغييب الحقائق عن أذهان المتابعين وزرع الفتنة بين صفوف الشعب الأفغاني. إن نداء التعاطف مع حقوق المرأة فقط، فيه ما فيه من الاستهزاء والإهانة للشعب الأفغاني. فلسان حالهم يقول، نحن لا نأبه بحياتكم وأمنكم واستقراركم، ولا يعنينا إن بتّم آمنين مطمئنين على أرواحكم أم لا، أو إن بات أطفالكم وبطونهم شبعة هانئة أو خاوية، كل هذا لا يهمنا، بل يهمنا أن ننهب ثرواتكم، ونجعلكم تعانون ضنك العيش ولا يمكنكم النجاة إلا بعمل نسائكم، لتكون ضرورة لا اختيارا!
كيف لا تكون ضرورة والنظام الرأسمالي يعمل على استعباد الفقراء من الشعوب ليعملوا ساعات طويلة مقابل أجر زهيد؟! فيكون على المرء أن يشغل وظيفتين أو ثلاث ليؤمن أقل القليل من الحياة شبه الكريمة لأسرته، وكيف لا تكون استعبادا وفيها لا تهنأ الأسرة بقليل العيش سوى بعمل الأم والأب معا خارج البيت وأطفالهما بأمس الحاجة لهما فلا يجدونهما. كل هذا الاستعباد وما زالوا يصورونه أنه تحرر ونمط حياة متقدم!
إن خططهم صارت مفضوحة لا يغفل عنها سوى أعمى البصيرة. فهم متشبثون حتى آخر لحظة من أجل هدم الأسرة الإسلامية التي هي نواة المجتمع التي تحقق الاستقرار والأمن لأفرادها. فها هم يحاولون تفكيكها حتى آخر لحظة. يقاتلون لامتهان المرأة وإذلالها وتفكيك أسرتها حتى الرمق الأخير.
إن من حقّ المرأة، بل من الواجب عليها، أن تتعلم لتنشئ جيلا واعيا متمسكا بدينه، ناهضا بأمته. وأما العمل فهو لها اختيار إن شاءت، بظروف رحيمة تحافظ على كرامتها ونفسها دون إهانة أو إذلال.
ومن الواجب أن لا ننسى أن من يسمون أنفسهم حماة لحقوق المرأة هم أنفسهم الذين قتلوا نساء أفغانستان واغتصبوهنّ وقتلوا أطفالهنّ وعائلاتهنّ وشرّدوهنّ. وهم أنفسهم الذين استهدفوا حفلات الزفاف بالقصف فكان جلّ القتلى من النساء والأطفال. وهم من قصفوا المدارس ومن جعلوا أفغانستان تعيش أحلك أيامها بكل ما زرعوه من الفتن والجرائم...
لقد ارتكب الغرب في أفغانستان جرائم يندى لها الجبين، والآن هم يتباكون وبكل وقاحة على حقوق التعليم والعمل وكأنها أهم من الحياة نفسها التي سلبوها من أبرياء أفغانستان!
ولا ينجرّ وراء تباكيهم سوى أعمى البصيرة فاقد العقل الذي تناسى جرائمهم التي مارسوها طوال 20 سنة مظلمة بحق أفغانستان.
فلا نساء أفغانستان ولا أطفالها ولا رجالها سيهنأون بعيش تحت أي نظام كان إلاّ بنظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي تحفظ حياتهم وتصون أعراضهم وتؤمن لهم حياة استقرار وازدهار.
#أفغانستان #Afganistan #Afghanistan
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دعاء داوود