الأحد، 15 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/17م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل يمكن لدولة فلسفتها التفرقة بين الناس توحيد الشعب أو الأمة؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل يمكن لدولة فلسفتها التفرقة بين الناس توحيد الشعب أو الأمة؟!
(مترجم)

 


الخبر:


صرح أردوغان أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الجمعة في بوزكورت كاستامونو بمناسبة السيول التي اجتاحت المنطقة بالقول: "كلما اقتربنا من تحقيق أهدافنا في تركيا يزداد الهجوم علينا من الذين لم يستطيعوا بمؤامراتهم وإرهابهم أن يعيقوا مسيرتنا الطيبة، إنهم يعملون على تفرقتنا والإيقاع بنا عن طريق نشر الحقد والكراهية بين أفراد شعبنا ومختلف قطاعاته، لقد عمل شعبنا على صد هذه المؤامرات والألاعيب من البداية وسيعمل إن شاء الله على رميها في مزابل التاريخ". (وكالة الأناضول، 13/08/2021م)


التعليق:


إن إرسال رسائل الوحدة والتضامن إلى الجمهور من خلال المعاناة والكوارث التي يتعرضون لها هو أقصر طريق يحاول من خلالها المسؤولون التغطية على فشلهم.


فبدل أن يقوم المسؤولون ببث الطمأنينة والأمان والرفاهية واتخاذ مواقف العزة والكرامة وإرهاب الكفار ووضع حد للظالم وتضييق الدائرة عليه باتخاذ أفكار الإسلام وعقيدته وأصوله أساسا للحياة التي من شأنها توحيد المسلمين ورص صفوفهم وزيادة إيمانهم والتمسك بعقيدتهم، بدل ذلك يقوم المسؤولون بزيادة الألم والحسرة، ولا غرابة في ذلك، علما بأنه من واجب المسؤولين ووظيفتهم زيادة الأمل والأخبار السارة والفتوحات التي توحدهم.


أما بالنسبة لصيادي الفرص عديمي المسؤولية والكفاءة فيتبعون سياسة صب الزيت على النار والتهويل من المصائب والآفات ثم يدعون إلى الوحدة وهذا من العجب العجاب! إن العمل الصحيح ليس هو عمل أبنية مكان التي تهدمت ولا بزراعة أشجار بديلة، بل يكون بالعمل على تأمين أرواح الناس والحفاظ على ممتلكاتهم والبناء على أسس سليمة ومتينة لا باستغلال هذه الفرص مقابل منافع سياسة ومادية وتأمين مصالح البعض.


يجب المحافظة على المصالح العامة والإبقاء على أصلها كما هي دون تغيير، كما يجب اتخاذ التدابير اللازمة وبشكل متين من باب الاحتياط.


إن أردوغان يدعو إلى الوحدة والعيش المشترك وهو يعلم بأنه على رأس دولة تقوم على أساس عرقي ووطني وتعمل على أساس النظام الرأسمالي النفعي والتي تؤدي إلى حدوث الفساد والفتن والتفرقة بين الناس وإيجاد الطبقات والتمايز بينهم مما يؤدي إلى تحلل المجتمع وظهور الفساد وانتشاره وغياب العدل وزوال الملك، وبدهاء ومكر مرتبط بقوى خارجية وعدم الكفاءة في الحكم تقلب الأمور على غير حقيقتها بكل خبث وعدم إحساس، وأصبح بذلك تكرارا مملا ومخرجا منقذا لهم، ولو كانت المشكلة هي الوحدة حقا، فإن المهاجرين الذين يعيشون في البلاد لن يُستخدموا كحجة للابتزاز ضد سياسة المصالح، أي أوروبا.


ولو اتخذت الإجراءات اللازمة ضد السياسيين، أو ما يسمى بالمحامين والمربين والصحفيين والفنانين الذين حاولوا استفزاز الناس ضد المهاجرين في أوقات مختلفة، ربما كان من الممكن منع الإعدام العنصري للمسلمين السوريين في (ألتن ضا) خاصة وتركيا عامة.


مع الأسف إن الذين يدّعون أن المسؤولين لم يتخذوا أسباب الوقاية من ذلك كانوا يدعون إلى الوحدة والعيش المشترك ويكررونها وإن الذين يعملون على تخريبها لن ينجحوا في ذلك، وهذا يدعو للتفكير. إن هذا هو مسؤولية الذين هم في الحكم لا رميه على القوى الخارجية.


آسف!!! إنكم تدعون الديمقراطية المتقدمة والاقتصاد الكبير وتركيا القوية، ولو أنكم بدلا من ذلك ومن هذه الخطابات الرنانة دعوتم إلى حاكمية الإسلام وأخوة المسلمين وجعلتم ذلك همّكم فمن المؤكد أنّكم ستشاهدون أثر ذلك على وحدة الناس والسلم المشترك في المجتمع. لكنكم آثرتم السّير في ركابهم وتطبيق أنظمتهم وتقليد حضارتهم وبحثتم عن العدالة في قوانينهم، وما دمتم كذلك فستبقون في بلادكم غرباء.


أدعو الله سبحانه وتعالى أن يخلّصنا من حكّامنا وأن لا يهلكنا بسببهم، وأن يكرمنا بالخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قريبا.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد سابا

 

آخر تعديل علىالجمعة, 20 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع