- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
من وقع في فخ الآخر؟ أمريكا أم طالبان؟
الخبر:
سيطرت حركة طالبان تباعا على الكثير من الأراضي الأفغانية حتى وصلت إلى العاصمة كابول.
التعليق:
احتلت الأحداث في أفغانستان مركز الصدارة في وسائل الإعلام لما حصل فيها من تسارع في سيطرة حركة طالبان على المديريات الأفغانية حتى وصلت إلى العاصمة كابول، ونحن إذ نحمد الله تعالى أن خرجت أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين من الأراضي الأفغانية وهي تجر أذيال الخزي بهزيمة عسكرية نكراء بعد حرب استمرت عشرين عاما لم تحقق فيها أي نصر يُذكَرُ لها حاليا ولا مستقبلا، كيف لا وهي لم تأخذ العبرة من تجربة الاتحاد السوفييتي يوم صارت أفغانستان مقبرة لجنوده وأطماعه، فأرادت أن تظهر للعالم أنها ليست كالاتحاد السوفييتي، فخاضت التجربة نفسها ولاقت المصير نفسه، لكن الرئيس الأمريكي الحالي بايدن في خطابه الذي ألقاه قبل أسبوعين تقريبا اعتبر أن الخطر بات خارج أفغانستان وأن الأولوية الآن هي للتنافس الاستراتيجي مع الصين.
إن أمريكا وشركاءها في حلف شمال الأطلسي قد عجزوا عن تحقيق نصر عسكري في أفغانستان، وبضغط من شعبها الذي بدأ يفقد العديد من أبنائه في هذه الحرب وبسبب الأزمة المالية التي تفاقمت من جراء إنفاقها على الحروب ومنها احتلال أفغانستان، فقد ذكرت مجلة فوربس الأمريكية بداية عام 2016 أن "الحرب في أفغانستان كلفت أمريكا حتى الآن نحو تريليون و70 مليار دولار إضافة إلى مقتل أكثر من 2400 جندي أمريكي وإصابة عشرات الآلاف بجراح وتشوهات وإعاقات دائمة، ورغم هذه الخسائر البشرية والمالية الكبيرة فقد فشلت أمريكا في القضاء على الحركة"؛ لذلك أخذت أمريكا تقلص من أعداد جنودها هناك لتكتفي بوجودها في قواعدها العسكرية لتكون موجودة عند الضرورة.
إن أمريكا كغيرها من الدول الكبرى الاستعمارية لا تفكر إلا في مصالحها الاستعمارية وتجرف كل ما هو موجود في طريقها ويمكن أن يعطل عليها إمكانية الوصول إلى ما تريد، فنراها حينا ضد حركة أو جماعة ما، وتصمها بوصمة الإرهاب لتبرر الاعتداء عليها ومحاربتها، وحين تتغير ظروفها وتصبح غير قادرة على تحقيق أهدافها يمكن أن تستعين بها نفسها وكأنها الصديق الوفي الذي ترى فيه إمكانية الاستعانة به في تنفيذ خططها الاستعمارية الخبيثة!
إن أمريكا لا يؤمَن جانبها، ولا يصدقها إلا جاهل أو منتفع، فها هي بعد أن كانت تحارب حركة طالبان وأطاحت بها عن سدة حكم أفغانستان قبل عشرين عاما، صارت الآن تلعب على أوتار المفاوضات معها مسخّرة رجالها لإقناعها في مشاركتها في نظامها السياسي، فوقعت وللأسف في الفخ، وكم كنا نأمل أن تكون حذرة وعلى وعي على تلك الحيل، ولقد قُدِّمت لها النصائح مرات عديدة ولم تنتصح، لكننا لا نكل وسنبقى على أمل أن يستجيب رجال مخلصون فيها ويقلبوا الطاولة على رأس أمريكا وأمثالها، ويردوها خائبة خاسرة لا تلوي على شيء.
#أفغانستان #Afganistan #Afghanistan
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله