- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مكر الاستعمار لتدجين طالبان
الخبر:
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أنّه يتعيّن على حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان التقيّد بخمسة شروط مسبقة لكي يحظى نظامها باعتراف المجتمع الدولي، مشدّداً على أنّ ما تدلي به الحركة من تصريحات معتدلة لا قيمة له إن لم تقرن قولها بالفعل. أولاً أن يسمحوا بخروج الأفغان الذين يريدون مغادرة هذا البلد لأنهم خائفون، ثانيا عليهم أن يحولوا دون أن يصبح بلدهم ملاذاً للإرهاب، ثالثا يجب على طالبان أن يسمحوا بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الأفغانية، ورابعا، احترام الحقوق، ولا سيّما حقوق المرأة، أما الشرط الخامس والأخير وفقاً للودريان فهو "أن يشكّلوا حكومة انتقالية". (الدستور 2021/08/19م)
التعليق:
كانت محاولات الغرب الكافر المستعمر لتدجين طالبان وربطها بمؤسسات ما يسمى بالمجتمع الدولي، قد بدأت منذ اللحظة التي تيقن فيها هذا الغرب من عدم قدرته على تحقيق انتصار عسكري عليها، وتثبيت حكومة عميلة في أفغانستان تقوم مقامه في حراسة مصالحه وبسط نفوذه. فكانت مفاوضات الدوحة التي أفضت إلى الانسحاب العسكري للكافر المستعمر، وبالرغم مما تمت الموافقة عليه من بنود مجحفة في اتفاقية الدوحة، إلا أن الغرب الكافر لم يكتف بذلك، وها هو يفرض شروطا على لسان وزير خارجية فرنسا، ظاهرها لا يعني الكثير، أما باطنها فسم زعاف.
مغادرة "الخائفين"، لاحتضانهم وصنعهم على عين الغرب وعلمانيته القذرة، ليعيدهم عملاء ورؤساء أحزاب وقياديين يمتثلون أوامره ويخضعون البلاد لسطوته ونفوذه، وما حامد كرزاي وأشرف غني وعبد الله عبد الله، إلا أمثلة حية على ذلك.
أما الإرهاب، فهم لا يقصدون به إلا الإسلام، كما هو معلوم للقاصي والداني، فعلى أفغانستان أن لا تكون دولة إسلامية يستنصر بها ويهاجر إليها كل من اضطهد وتمت ملاحقته بسبب حمله للدعوة، أو حتى بسبب التزامه بأحكام الشرع وسعيه لتطبيقها في حياته!
وأما المساعدات الإنسانية، فما هي إلا مظلة للحملات التبشيرية وعمليات الغزو الثقافي الممنهج، وهذا من أشد الأسلحة فتكا بالمجتمعات وقيمها ومقاييسها، وما شاهدناه ونشاهده اليوم من تفشٍّ لمفاهيم الرأسمالية بين أبناء الأمة الإسلامية، ما هو إلا نتاج هذا الغزو الثقافي. وفيما يتعلق باحترام الحقوق ولا سيما حقوق المرأة، فحدث ولا حرج، وما سيداو وبنودها الفاسدة المفسدة عنا ببعيدة.
أما شرط تشكيل حكومة مؤقتة، فيتضمن التعددية في الحكم وتقبّل رأي الآخر، والتفاوض حول دستور للبلاد يرضى عنه الكافر المستعمر، إلى ما هنالك من تضييع للوقت ومماطلة وتمييع وتضليل.
هذا باختصار ما يكيده الغرب الكافر المستعمر في سعيه لتدجين حركة طالبان، وما أشبه اليوم بالبارحة، فكم من الحركات الإسلامية والأحزاب قد لدغت من الجحر نفسه وصارت لا صلة لها بالإسلام وأحكامه إلا الاسم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب إخوتنا في حركة طالبان كيد الكفار وخبثهم، وأن يلهمهم الصواب في القول والعمل، وأن يجعل نصرهم هذا بداية نهاية الغرب وهزيمته، وانحسار نفوذه وسطوته على بلاد المسلمين، إن الله عل كل شيء قدير.
#أفغانستان #Afganistan #Afghanistan
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل