- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
من هانت عليه نفسه فهو على غيره أهون
الخبر:
تناقلت وسائل إعلام مختلفة أنباء عن فرار الآلاف من المتعاونين الأفغان بعد قرار أمريكا الانسحاب منها، ومن ثم سيطرة قوات الطالبان على البلاد، وكذلك حصل مع الجيش الأفغاني الذي دربته القوات الأمريكية، ومن المشاهد التي نقلت أن الناس قد رشقوا مركبات الجيش بالحجارة أثناء انسحابها بعد انهيار منظومة الجيش. (وكالات الأنباء)
التعليق:
ليست هذه المشاهد المذلة لكل من رهن مصيره بيد المحتلين حصرا على أفغانستان، بل إننا شهدنا مثلها في تركيا والعراق وسوريا ولبنان والجزائر وتونس ومصر وإيران وغيرها من بلاد المسلمين. ولا زالت الذاكرة حية تنطق بمصير قوات أنطوان لحد في الجنوب اللبناني والتي كانت تقوم بعمل كلب الحراسة لقوات يهود إبان احتلالهم لأجزاء من لبنان قبل نحو أربعين عاما، وكان مصيرهم الانهيار والهروب إلى الداخل الفلسطيني للعيش بذلة وصغار. وإن المصير نفسه ينتظر السلطة الفلسطينية التي ربطت مصيرها بقوات الغاصب المحتل لأرض فلسطين من خلال التنسيق الأمني المخزي.
والعبرة من هذه الأحداث تكمن في ضرورة تكريس الانتماء للعقيدة والأمة، وألا يبيع المرء نفسه بثمن بخس دراهم معدودة أو مناصب وضيعة مؤقتة، سرعان ما تتبخر عندما ينكشف الغطاء عن أصحابها المفرّطين. وهذا ما أوصانا به رسولنا الكريم محمد ﷺ عندما قال: «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ؛ فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ أَجَلاً، وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ». فالمؤمن الحق هو من يعرف الحق ويعرف أهله، فينصره وينصر أهله، ويدافع عنه حيثما كان، ويدعو إليه في ليله ونهاره، ويجمع قلبه عليه في حله وترحاله، ويعرف الباطل باطلاً فيجتنبه، ويدعو الناس إلى اجتنابه ويحذرهم من مغبته في الدنيا وعاقبته في الآخرة، فالحق أحق أن يتبع، وليس للباطل مع الحق موضع، وليس للمبطلين على أهل الحق سبيل؛ فأهل الحق منصورون في كل مكان وزمان وإن اعترتهم في سبيل النصر عقبات وعراقيل.
قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
#أفغانستان #Afganistan #Afghanistan
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة رولا إبراهيم