- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة عدوة المستعمرين
الخبر:
لا تزال الصحف البريطانية مهتمة بتحليل صعود طالبان وسيطرتها على أفغانستان، بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، وما يعنيه ذلك بالنسبة إلى الغرب وسياساته الخارجية، بالإضافة إلى انعكاس ذلك على جماعات مسلحة أخرى في أفريقيا. (بي بي سي عربي)
التعليق:
نعم، أمريكا ودول الاستعمار الأخرى التي تتنافس فيما بينها على ثروات وطاقات وخيرات العالم لن تتعلم من أخطائها السابقة لأنها وببساطة تسعى وراء المنافع وتسعى لاستغلال واستعمار الشعوب وليس وراء الحقيقة وإحقاق الحق ونصرة المظلوم وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة.
فدول الاستعمار تعتبر الكذب والتلفيق واختلاق وافتراء الأدلة التي تمكنها من استباحة البلدان وتدميرها، كل تلك الوسائل تعتبرها وسائل وأساليب مباحة بل أحيانا واجبة للوصول لغايتها؛ لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة، ولأن السياسة عندهم لا تعرف الدين والتقوى والأخلاق، كما أن السياسة عندهم تعني التعامل مع أي شيء بأي طريقة ووسيلة ممكنة حتى لو كان احتيالا وتزويرا وتلفيقا للوصول لغاية استعمارية منشودة.
ولذا فإن أمريكا ودول الاستعمار يعلمون الحقيقة ويدركون الواقع جيدا، لكنهم يعتبرون الحقيقة أمراً مملا ومُوقِفا عن العمل وعن التوسع والتمدد في العالم، فأمريكا كانت تعلم أن المصنع في السودان هو مصنع دواء وبعيد أكثر ما يكون عن صنع الأسلحة التي اختلقتها كمبرر لضربه. وأمريكا وبريطانيا كانتا تعلمان جيدا أن صدام حسين لم يكن يملك أسلحة دمار شامل، ولكن هذه الحقائق لن تفيدهم شيئا لإقناع العالم باحتلال العراق، ولذا اختلقت أمريكا وبريطانيا كذبة أسلحة الدمار الشامل كمبرر لضرب العراق، ثم بعد أن تم احتلال العراق وتدميره ومص خيراته عندها اعتذر توني بلير عن أن المعلومات الاستخباراتية كانت خاطئة واعتذر عما حدث في العراق!
هذا هو سبب عدم تعلم أمريكا وبريطانيا من الحقائق، وليس السبب صعوبة إدراك الحقيقة وإنما هو تجنب الحقيقة التي لا تفيد، فعندهم كذبة واحدة مثمرة أفضل من ألف حقيقة غير مثمرة! أما إدراك الحقيقة فهو أمر ميسور حتى على الصعيد الشخصي لو أراد الإنسان وسعى لذلك، فما بالك بالدول الكبرى التي تمتلك أجهزة استخباراتية عريقة ويمكنها متابعة أدق التفاصيل وفهم أصعب الأمور؟!
خلاصة القول إن الحقيقة مرة وغير مثمرة عند الرأسماليين المستعمرين، والتضليل والخداع والكذب والتلفيق هو دينهم وديدنهم لاستغلال الشعوب واستباحتها بحججهم وإفكهم.
#أفغانستان Afganistan #Afghanistan#
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح