- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مثلث مصري أردني عراقي: إحياء محور عربي في ظروف مغايرة
الخبر:
واصلت القيادات المصرية والعراقية والأردنية السعي إلى تعزيز التعاون فيما بينها، وكأنها تستعيد تجربة الحلف العربي الذي شكلته في الماضي، للتغلب على التحولات غير المواتية في البيئة الإقليمية.
التعليق:
منذ عام 2011م والمنطقة الإسلامية وخاصة العربية منها تغلي، فأصاب شررها بلاداً لم تكن مرشحة أبداً للغليان وعلى رأسها سوريا. ولئن أثبتت تونس ومصر أنهما سباقتان في التغيير إلا أن ما تبعهما من بلاد ثارت ولا تزال، لهو دليل على أن رياح التغيير لم تهدأ وأن هذه الرياح ستضرب شواطئ ظن ظَلمتها أنها آمنة منها ولكنها لن تكون بمنأى عنها.
لقد أيقنت الأمة أن النصر لن يُهدى لها وأنها لن تُعطى حقوقها إلا أن تأخذها هي نفسها بيديها، وأن سلطانها المغتصب لن يعود لها إلا إن قامت لتضرب على يد جلاديها وتعيده لها.
العراق هو عمق استراتيجي للشام، كان ولا يزال يسبح على بحار من الثروات، غُيّبت عن أهلها ومنعت عنهم أبسط حقوق الإنسان في حياة كريمة، فكيف لبلد كهذا البلد العظيم أن يسكت على ضيم خاصة وهم يرون أهلهم في الشام يقدمون قوافل التضحيات الجسام للخلاص من نظام مماثل؟!
يُقال إن الذي حرّك أهل الشام ودفعهم للتفكير بالثورة هي حادثة البنت طلّ الملوحي، تلك الفتاة التي انتقدت بكتاباتها السجن الكبير الذي يعيش الناس فيه، فاعتقلها النظام المجرم وسجنها ونكّل بأهلها. فما بال العراق وقد صارت السجينات فيه أصلاً لا فرعا، وعادةً لا استثناء، فكيف للرجال أن تنام على هذا الإذلال الممنهج من حفنة من ساسة لا همَّ لهم إلا سحق الأمة ونهب خيراتها؟! والله إن المرء لتهوله مذابح بشار في الشام ويهتز هزّاً من إجرام حاشيته، لكننا أيضاً تقشعر جلودنا لمّا نرى حرّة تُهان في العراق، عراق الرشيد والمعتصم، عراق المثنى وسعد بن أبي وقاص.
آن الأوان لرد الصاع صاعين على هؤلاء المجرمين، ليس في العراق وسوريا فقط بل في كل مكان فيه مسلم موحدٌ، فلا بد لهذا الليل أن ينجلي كي تبزغ شمس الخلافة من جديد.
فإما حياة تسرّ الصديق.... وإما مماتٌ يغيظ العدى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
مدير دائرة الإصدارات والأرشيف في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير