- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعلان المشترك بين طالبان وأمريكا؛ وصفةٌ للفشل
(مترجم)
الخبر:
إعلان مشترك بين جمهورية أفغانستان الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لإحلال السلام في أفغانستان.
التعليق:
حافظ المسلمون الأفغان على لقبهم المشرف "مقبرة الإمبراطوريات"، وذلك بطرد الاحتلال الذي تقوده أمريكا بعد عشرين عاماً. على الرغم من حرمانهم العسكري الهائل، فقد أجبروا المحتلين المجهزين تجهيزاً جيداً على المغادرة يجرون ذيول الخيبة. لقد أنهى الانتصار العسكري لطالبان الوجود العسكري الأجنبي (في الوقت الحالي)، لكن هل كان قادراً أيضاً على وقف النفوذ الغربي، وهو المصدر الرئيسي للمشكلة؟
عندما احتلت أمريكا وحلفاؤها أفغانستان قبل عقدين من الزمن، دخلوا بقوة غاشمة وجلبوا الموت والدمار للشعب الأفغاني الذي سئم الحرب بالفعل. وفي فترة وجيزة جدا، تم تفكيك نظام طالبان. هذه الهيمنة العسكرية غذت غطرسة أمريكا أكثر، ولكن سرعان ما واجهت الواقع على الأرض، فقد اتضح أن الاحتلال العسكري لم يعد مستداماً لأن إرادة الشعب الأفغاني للتخلص من المحتلين وتنظيم شؤونهم الخاصة، كان أقوى بكثير. وهو ما دفع أمريكا إلى استدراج طالبان إلى طاولة المفاوضات من أجل إضعافها بينما كانت في موقع قوة، حيث كانت لها اليد العليا ولم يكن لديها أي شيء يفيدها من مثل هكذا صفقة، بينما كانت أمريكا هي المستفيد الوحيد من هذه المفاوضات. ورغم ضعف موقفها نجحت أمريكا في ممارسة نفوذها وانتزاع تنازلات من طالبان.
إلى درجة الوصول للحد الذي تبنته "إمارة أفغانستان الإسلامية" الجديدة في الرواية المخادعة "للحرب على الإرهاب" التي استخدمتها أمريكا وحلفاؤها لغزو أفغانستان وبلاد إسلامية أخرى إلى درجة جعلت الحركة تصرح وتقول: "إنها سترسل رسالة واضحة مفادها أن أولئك الذين يشكلون تهديداً لأمن الولايات المتحدة وحلفائها لا مكان لهم في أفغانستان، وأنها لن تتعاون مع مجموعات أو أفراد يهددون أمن الولايات المتحدة وحلفائها" على الرغم من أنهم كانوا هم أنفسهم قبل عامين هدفاً لشعار "الحرب على الإرهاب"!
كما أن برنامج تبادل المعلومات الاستخباراتية بين أمريكا وطالبان ساري المفعول منذ 14 آب/أغسطس. فقد كشفت القيادة المركزية الأمريكية، عن عملية تبادل معلومات استخبارية بين أمريكا وطالبان في إفادة لوزارة الدفاع.
وقال ماكينزي إن طالبان والولايات المتحدة يشتركان في "هدف مشترك" يتمثل في إنهاء مهمة الإخلاء الجارية بحلول 31 آب/أغسطس. "طالما أننا حافظنا على هذا الهدف المشترك، فقد كان من المفيد العمل معهم". وأضاف أنه لا يعتقد أن طالبان سمحت عمدا بحدوث هجمات يوم الخميس، لكنه أقر بأنه لا يعرف على وجه اليقين.
كما أن "الإعلان المشترك" الذي وقعه الطرفان ينص على أن أمريكا تعيد تأكيد استعدادها لمواصلة القيام بعمليات عسكرية في أفغانستان بموافقة جمهورية أفغانستان الإسلامية من أجل تعطيل وإحباط جهود القاعدة، وتنظيم الدولة. وبقبولها هذا البيان، فإن طالبان لا تقتصر على سرد رواية المحتل المخادعة فحسب، بل إنها تخلق أيضاً إمكانية لأمريكا للانخراط في الشؤون الداخلية للشعب الأفغاني.
وبالطريقة نفسها فقد اتفقت طالبان مع توجيهات أمريكا، لتسوية سياسية بين القادة السابقين والنخب الذين تعاونوا معها ضد شعبهم. إذا كانت فكرة المصالحة هذه مبادرة بين مختلف الفصائل في أفغانستان ما يمكن أن يكون مثمراً، وإلا فسيكون على الأقل محاولة للمصالحة الداخلية. لكن إذا اقترح المحتل العمل مع عملائه، فهذا فقط لضمان وتأمين مصالحه ووصفة لمزيد من الكارثة التي ستضعف طالبان عندما كانوا في موقع القوة والسلطة من قبل.
إن هذه ليست سوى بعض المناورات الخادعة لأمريكا من أجل ترسيخ نفوذها في المنطقة.
لقد أظهر تاريخنا الحديث أن طرد العدو مادياً، دون التخلص من نفوذه وأفكاره الفاسدة، لا يكفي. وطالما أن أحد خيوطه مرتبط بنا، فلن نتحرر أبداً. إن التحرر الحقيقي الوحيد هو اليوم الذي نتحرر فيه من الأفكار والأنظمة الفاسدة والزائفة، وأن تكون وحدتنا على أساس الإسلام ولأجل الإسلام ولا شيء غير الإسلام.
#أفغانستان Afganistan #Afghanistan#
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا