- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
للحقيقة وجه واحد وإن تعددت الصور والخيالات
الخبر:
أفغانستان تحت حكم طالبان: بايدن يصف عملية الإجلاء من أفغانستان بأنها "نجاح استثنائي"
تحت هذا العنوان نشرت بي بي سي الخبر التالي:
اعتبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن عملية الإجلاء من أفغانستان تمثل "نجاحا استثنائيا" للولايات المتحدة.
وفي خطاب متلفز من البيت الأبيض، قال بايدن إنه "لا يوجد بلد آخر يستطيع إجلاء هذا العدد الكبير من الناس".
وأكد أن هدف بلاده الأول هو ألا تتحول أفغانستان إلى قاعدة للهجوم على الولايات المتحدة.
وقد واجه بايدن انتقادات دولية بشأن استيلاء طالبان السريع على السلطة في أفغانستان.
وكان نائب الرئيس الأمريكي السابق، مايك بنس، وصف في مقال رأي بصحيفة "وول ستريت جورنال"، الانسحاب بأنه "إذلال على صعيد السياسة الخارجية أكثر من أي شيء واجهته بلادنا منذ أزمة الرهائن في إيران".
التعليق:
ليقل بايدن ما يقول، فالحقيقة لا تحجبها شمس ولا تشوهها خيالات وأماني!
نعم نجحت أمريكا بالخروج الآمن من أفغانستان، لكن هذا النجاح هو كمثل نجاح الجبان في الهروب من ساحة القتال؛ فهو لا نصراً حقق ولا سمعة حسنة نال!
نعم استطاعت أمريكا الخروج من أفغانستان بأقل الخسائر، لكن هذا لا يمحو الخسائر الفادحة التي تكبدتها أثناء وجودها في مستنقع الأفغان، فضلاً عن أنها لم تحقق ما جاءت من أجله رغم مرور عشرين عاما على وجودها هناك؛ فلا القاعدة أبيدت ولا طالبان زالت أو تفككت أو خسرت قوتها، بل على العكس من ذلك تماما؛ فها نحن نرى كيف أن حركة طالبان قد استعادت قوتها ولم تخسر مصداقيتها مع شعبها، وهي في وقت قياسي استعادت السيطرة على البلاد دون رفض أو مقاومة من أحد سوى تلك الثلة المارقة المنتفعة من وجود المستعمرين، وهي ثلة قليلة لا قيمة لها ولا تأثير. أما عن الخسائر المادية التي تكبدتها أمريكا فهي أموال طائلة وجهود باهظة وأسلحة ومعدات ضائعة، فضلا عن خسارة الكثير من أرواح جنودها على أيدي الثوار الأبطال. لقد دخلت أمريكا بكل غطرسة وعنجهية المستنقع الأفغاني ثم أوحلت فيه ولم تستطع الخروج منه. فأي غباء يورثه الغرور والغطرسة! إنها تعمي صاحبها عن رؤية الحقائق أو تقدير الأمور بمقاديرها الصحيحة، ما يرديها في شر الأعمال ويوردها موارد الذل والانكسار.
نعم الذل والانكسار حتى وإن حاولت جاهدة تصوير خروجها بالنجاح الباهر والاستثنائي! إذ لولا الإذن الذي أعطته لها طالبان لما استطاعت الخروج سالمة، وهذا وحده كاف ليجلل كرامتها وكبرياءها بالعار؛ إذ تستجدي من ضحيتها أن يعينها على الخروج من أزمتها والفرار من مصير مشؤوم لجنودها رمز عزتها. فأي هوان باءت به هذه الدولة التي ظن العالم لسنوات طوال أنها على كل شيء قادرة؟!
وإن أهم ما فقدته فوق ما ذكرناه هو مصداقيتها كدولة حامية للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. ثم لا تلبث أن تفر هاربة في جنح الظلام تاركة وراءها صنائعها من جيش العملاء دون حماية أو رعاية، وتترك محبي مبدئها المضبوعين بأفكارها المتعطشين لطريقة عيشها، تتركهم وراءها يواجهون مصيرهم بعد أن خلفتهم وراء ظهرها حين جد الجد وضاقت عليها وعليهم الحال. إن هذا العمل جعل مصداقية أمريكا في مهب الريح ومفاهيمها في الحضيض، وكان مثلها كمثل ذلك الشخص الذي صنع لنفسه إلهاً من تمر، فلما جاع انقضّ عليه والْتهمه! نعم هذه هي أمريكا يا محبي أمريكا والمعجبين بطريقة عيشها وبأفكارها ومبدئها، ها هي تظهر الآن على حقيقتها؛ تقول في سبيل مصلحتها: أنا في خدمة الإنسانية المهددة وأنا مع الصديق والحليف حتى الموت، فإذا جد الجد وضاقت الحال يظهر شعارها سافرا بلا خجل: أنا ومن بعدي الطوفان!
أما من يؤمنون أن المبدأ الإلهي الحق هو المبدأ الإنساني الصالح لرعاية جميع البشر، من يؤمنون به ومن يلوذون بظله طلبا للحماية والرعاية، فإنهم مطمئنون أن الدولة التي ستطبق هذا المبدأ وتحمله للعالم صادقة مخلصة أمينة؛ إنها راعية كل مؤمن وذمي، وملاذ كل لائذ بها طالبا الحماية وناشدا الأمان، وأمل كل مظلوم باستعادة حقه وتأديب ظالمه.
إن حزب التحرير الذي يحمل الدعوة لسيادة مبدأ الإسلام والذي يسعى جاهدا لتطبيقه في معترك الحياة من خلال دولة الخلافة لعلى ثقة وإيمان بأن دولة الخلافة ستخلص في رعاية شؤون رعيتها، وحماية حلفائها ولن تصد أو تتخلى عن أي شخص يلوذ بها طلبا للحماية أو الرعاية أو حتى النصرة على الظالمين.
والتاريخ يشهد على صحة وحقيقة هذه الدولة العظيمة، فما للمسلمين لا يغذون الخطا لإقامتها ولا يسارعون للسير في ركاب حزب التحرير حامل لواء إقامتها وإراحة العالم من شرور المبادئ الكافرة وأنظمتها المتوحشة والقائمين عليها من الكفار المتسلطين الظالمين وعملائهم المنتفعين الخائنين؟!
#أفغانستان Afganistan #Afghanistan#
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة